كان الدكتور (الطبيب) الحسن طاهر إلى وقت قريب وكيلاً لمحافظة الحديدة تحت سلطة الحوثيين، إلى أن صدر قرار جمهوري من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتعيينه محافظًا للحديدة، أمس ويعكس انشقاق طاهر مؤشرًا قويًا على تخلخل في صفوف أنصار صالح في الحديدة، خصوصًا أنها محافظة لا تعد من المحافظات ذات الحاضنة الشعبية لفكر الموالين لإيران
وبقدر المفاجأة التي رافقت التعيين للطرفين، لخص مراقبون هذه الخطوة بأنها تعكس جدية الحكومة والتحالف في مسألة إقليم تهامة وتحريره، ودلائل ذلك تتمثل في استراتيجية المحافظة، بالتزامن مع ميل كفة النصر في معارك السواحل الغربية للشرعية التي باتت على أبواب مدينة المخا، وليست بعيدة عن سواحل ومدن محافظة الحديدة.
وقد درس طاهر الطب في القاهرة، ونظرًا لمكانته الاجتماعية، وبعد سنوات من ممارسته لمهنة الطب، انضم إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، وكان أحد أعضائه البارزين، ثم انتخب عضوًا في مجلس النواب (1993 – 1997). وخلال تلك الفترة، كان رئيسًا لجمعية أبناء الحديدة في صنعاء.
ويعد الدكتور طاهر أحد أبرز الشخصيات الاجتماعية التهامية في شمال الحديدة الذين التحقوا بالشرعية، إلى جانب الشخصية الاجتماعية والقبلية البارزة الشيخ يحي منصر، زعيم قبيلة الزرانيق، الذي أعلن ولاءه للشرعية منذ وقت مبكر، وهو ينتمي إلى جنوب محافظة الحديدة، عاصمة إقليم تهامة.
ولعل المخاوف الحقيقية التي باتت لدى الانقلابيين بعد قرار التعيين، تكمن في أن الحديدة مدينة محورية لهم ولصنعاء، العاصمة المحتلة، فالحديدة هي الميناء الرئيسي في شمال البلاد، وهي تدر أموالاً طائلة لخزينة الدولة عبر الضرائب والجمارك وعائدات الزراعة والتجارة المزدهرة في هذه المحافظة التهامية الساحلية. لذلك، وخلال العامين الماضيين، حرصت قيادات الانقلاب على زيارة الحديدة بانتظام لضمان مصالحها، في حين تشير المعلومات إلى أن معظم عائلاتهم باتت تقطن هذه المدينة.
ويمتلك المحافظ الجديد للحديدة شبكة علاقات مهمة وواسعة مع مختلف الشخصيات الاجتماعية والسياسية، وهذا ما سيسهل له حرية التحرك والتواصل.
سيمياء طاهر التهامية تمتد لأسرة مشايخ شمال تهامة (مديرية الزهرة)، ولأن له ارتباطات عائلية بشخصيات سياسية رفيعة، كالراحل الدكتور حسن مكي رئيس الوزراء اليمني الأسبق، شق طاهر طريقًا مغايرًا للطريق الذي اختاره بعض المشايخ، واختار أن يكون في صف شعبه ووطنه.
(الشرق الاوسط)