هل الطائرات الأميركية تستبيح اليمن؟

- ‎فيأخبار اليمن

تثير غارات الطائرات الأميركية من دون طيار التي تنفذ هجمات قاتلة ضد عناصر تنظيم القاعدة في اليمن جدلا كبيرا في الشارع منذ فترة، ولكن تصريحات لقائد القوات الجوية في اليمن راشد الجند بأن الغارات الأميركية تنفذ من دون الرجوع للسلطات اليمنية زادت الأمر تعقيدا.

وقال قائد القوات الجوية والدفاع الجوي اللواء الجند أمس الثلاثاء إنه لا يعلم من هي الجهات الحكومية في بلاده التي تسمح أو تحظر مثل هذه الضربات العسكرية الأميركية، وأشار إلى أنه تضرر شخصيا من غارات الطائرات الأميركية، إذ تم استهداف أحد أبناء عمومته في محافظة ذمار، مؤكدا أنه لا ينتمي للقاعدة.

غير أن مصدرا في القوات الجوية اليمنية أكد في المقابل للجزيرة نت عدم تحرك أي طائرة عسكرية أجنبية في الأجواء اليمنية إلا بعلم مسبق من القيادة العسكرية العليا باليمن.

وأشار إلى أن لدى اليمن منظومة رادار حديثة ترصد أي جسم غريب يدخل المجال الجوي للبلد وحتى فوق المياه الإقليمية سواء في البحر الأحمر أو خليج عدن وبحر العرب.

 

 

تنسيق مسبق
كما أوضح المصدر العسكري اليمني للجزيرة نت أن “الطائرات الأميركية من دون طيار لا تتحرك إلا بإذن وبعلم مسبق وبتنسيق مع غرفة العمليات في وزارة الدفاع، ومكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وضمن الإحداثيات المحددة سلفا”.

واعتبر أن هجمات الطائرات الأميركية ضد أهداف ومعاقل تنظيم القاعدة تأتي في سياق التعاون الأمني والعسكري بين اليمن والقوات الأميركية لمكافحة الإرهاب وملاحقة عناصر وقيادات القاعدة.

من جانبه قال الباحث في شؤون تنظيم القاعدة سعيد عبيد الجمحي في حديث للجزيرة نت إن التصريح المنقول عن قائد القوات الجوية اليمنية اللواء راشد الجند يؤكد أن غارات الطائرات الأميركية ما زالت تدار على طريقة النظام السابق، وأن صاحب القرار فيها هو الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي يعطيها الإذن والموافقة، كما صرح بذلك علنا في زيارته لواشنطن في سبتمبر/أيلول الماضي.

وأشار إلى أنه “لا يمكن اختراق الأجواء اليمنية أو تحرك أي طائرة عسكرية أو مدنية دون أن ترصدها الرادارات الجوية”، ورأى أن “حديث اللواء راشد الجند عن عدم علم القوات الجوية بغارات الطائرات الأميركية يعني أنه ليس من يعطيها الإذن، في محاولة لتبرئة نفسه من وقوع الضحايا المدنيين، وخاصة بعد مقتل أحد أبناء عمومته بغارة أميركية”.

 

 

ابتزاز أميركي
وتحدث الجمحي عن أن “الأميركان يبتزون اليمن في الظرف الراهن، فهم يقدمون الدعم السياسي والمالي والأمني والعسكري لليمن ويرعون تنفيذ انتقال السلطة وفقا للمبادرة الخليجية، في مقابل أن لا يعترض على هجمات الطائرات من دون طيار التي تلاحق عناصر القاعدة”.

ويرى مراقبون أن ثمة شبه إجماع بين اليمنيين على رفض ضربات الطائرات الأميركية، التي غالبا ما يذهب ضحيتها مدنيون أبرياء، ويعتبرون أنها تخترق سيادة البلد، كما أنها لن تقضي على تنظيم القاعدة، بل ستزيد من رصيده في الأوساط الشعبية والقبلية.

وكانت أشهر عملية قامت بها الطائرات الأميركية في اليمن وراح ضحيتها مواطنون أبرياء، تلك التي نفذت بمحافظة أبين بقرية المعجلة في 9 ديسمبر/كانون الأول 2009 وسقط جراءها 49 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال، وقيل حينها إن القصف استهدف موقعا لتدريب عناصر القاعدة، وأعقب ذلك اعتذار الحكومة اليمنية رسميا لأهالي الضحايا وتعويضهم.

وبدأ التعاون بين واشنطن وصنعاء منذ ما قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 أثناء حكم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وأول ضربة وجهت للقاعدة كانت في نوفمبر/تشرين الثاني 2002 عندما اغتالت طائرة من دون طيار رجل القاعدة الأول باليمن أبو علي الحارثي بقصف سيارته في صحراء مأرب مع أربعة من مرافقيه.

وشملت هجمات الطائرات الأميركية من دون طيار محافظات عدة بينها محافظات حضرموت والبيضاء وذمار ولحج إلى جانب شبوة وأبين وحتى صعدة، وأودت بحياة العشرات من اليمنيين، إلى جانب مصرع قيادات بارزة في القاعدة, بينها أنور العولقي الذي قتل مع بعض مرافقيه يوم 30 سبتمبر/أيلول 2011.