كرمان : الثورة المضادة في اليمن حددت هدف عودة شكل من الكهنوتية الدينية لاحتكار السلطة

- ‎فيأخبار اليمن
 

قالت الناشط اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن الشعوب العربية في بلدان الربيع العربي، خرجت إلى الساحات العامة قبل ست سنوات ليضعوا بإرادتهم وسلميتهم حداً لإستبداد متطاول تحول إلى رؤساء مؤبدين وجمهوريات وراثية عائلية وطائفية.
 
واضافت “كرمان” خلال كلمة لها القتها في جامعة اكسفورد، الثلاثاء، انما يحدث في اليمن، من ثورة سلمية انتزعت إحترام العالم إلى إنقلاب، وغزو ميليشاوي فاشي للمدن وما جلبه من حرب واقتتال  خلفت كوارث لا حصر لها ولاتزال.
 
وأشارت إلى أن ثورات الربيع العربي لم تكن نزوة عابرة تقفز على الواقع، بل حاجة واقعية تأخرت سنوات طويلة حتى ظن الطغاة أنهم هم قانون الحياة وليس الحرية والكرامة، وأنهم هم قدرنا المحتوم إلى الأبد، يتوارثنا أبنائهم، وليس إرادتنا الحرة التي تقرر قدرنا ومصيرنا وحكامنا ونوع الحياة التي نريدها.
 
وعن الثورة المضادة في اليمن بقيادة الدكتاتور صالح قالت كرمان: لقد اتخذت لنفسها في اليمن شكل الميليشيا المسلحة التي اجتاحت الدولة والمدن والمجتمع، ولم تترك لنفسها بذلك ساتراً يموِّهها أو يضعها في المنطقة الرمادية الغامضة.
 
ولفتت إلى أن الثورة المضادة في اليمن حددت هدف عودة شكل من الكهنوتية الدينية لاحتكار السلطة عبر حركة تزعم أنها مخصوصة بالحكم عبر الاختيار الإلهي من السماء والنص الديني المؤول، ومعها حليفها الرئيس المخلوع الذي رأى فيها خيار شمشون الأمثل للانتقام من بلده وشعبه.
 
 وقالت إن المليشيات قوضت  لكل توافقات المرحلة الانتقالية واتفاقات نقل السلطة واستيلاؤها على الدولة بالقوة والعنف وهددت الثورة المضادة منطقة الخليج ودوله التي تمثل إحدى أهم مناطق الاستقرار في العالم منذ عقود طويلة.
 
وأكدت الناشطة اليمنية كرمان، أن الثورة المضادة في اليمن قد اتخذت صيغة تقويض للبلد ووجوده ومهددة لأمن المنطقة والعالم.
 
وذكرت أن الربيع العربي قد بدأ عملية تاريخية لا تنقضي بين يوم وليلة بمجرد إزاحة رأس الطغيان والفساد. وأنها عملية طويلة من اعادة تشكيل الوعي بالحرية والكرامة والمساواة وبناء السياسة والدولة والاجتماع العام على هذا الوعي الجديد.
 
وأوضحت أن مواجهة الثورات المضادة ليست سوى جولة في مسار الثورة الشعبية التي انطلقت بعفوية وتلقائية كأنها واحدة من حركات الوجود الطبيعية التي لا تستأذن أحداً ولا تنتظر تخطيطاً مسبقاً ولا ترجع للوراء خوفاً من الصعوبات والعوائق والأثمان الباهضة.
 
وختمت كرمان حديثها قائلة: لقد دارت عجلة التغيير في اليمن، ولن تقف قبل أن تطوي عالماً كاملاً من الطغيان والقمع والأجهزة والسجون والقهر والاضطهاد والإستعلاء والتمايز والفساد .(الموقع بوست)