صحافيو اليمن المعتقلون والموت بطيء… والعالم الصامت

تهامة برس26 فبراير 2017
صحافيو اليمن المعتقلون والموت بطيء… والعالم الصامت

يعاني الصحافيون اليمنيون أوضاعاً مأساوية بسبب انقلاب الحوثيين على النظام الشرعي، وبسبب الحرب المشتعلة بينهم وبين قوات التحالف، فيما يبدو أن الصحافيين الأسوأ حالاً هم المعتقلون في سجون الحوثيين والذين يتعرضون لظروف معيشية مأساوية.

ويوجد في سجون الحوثيين حالياً عشرة صحافيين، وهم مختطفون دون ذنب ودون محاكمة منذ أكثر من عامين، فيما يقول ذووهم أن سبب اعتقالهم وإخفائهم عن العالم الخارجي ومنع الزيارات عنهم هو أنهم معارضون للانقلاب الذي نفذه الحوثيون واستولوا بموجبه على العاصمة اليمنية صنعاء.

وقالت نقابة الصحافيين اليمنيين إن الصحافيين المختطفين في سجون الحوثي وصالح يعيشون في حالة صحية سيئة وممنوعون من العلاج.

وحسب عضو مجلس النقابة نبيل الأسيدي فإن الصحافي تيسير السامعي يتعرض للتعذيب في معتقله في صنعاء وتدهورت صحته جراء التعذيب، فيما يعاني الصحافي عبدالخالق عمران، من أوجاع في الظهر والسمع والتهابات في المعدة.

وأشار في بيان له اطلعت عليه «القدس العربي» إلى أن الصحافي أكرم الوليدي، يحتاج إلى عملية للبواسير والقولون، فيما يعاني الصحافي هيثم الشهاب من سعال شديد وألم في الصدر.

كما يعاني الصحافي توفيق المنصوري من ألم في عيونه لدرجه أنه بات لا يرى بإحدى عينيه ويعاني أيضا من آلام في الظهر والمفاصل، وفقا للأسيدي، الذي قال إن الصحافي صلاح القاعدي يعاني من آلام في أذنيه ولم يعد يسمع بشكل جيد جراء ما يتعرض له من تعذيب، فيما يعاني الصحافيان عصام بلغيث وهشام اليوسفي من ألم في الظهر والمفاصل وأوجاع في الصدر.

وأوضح عضو مجلس نقابة الصحافيين أن جميع الصحافيين المختطفين يعانون من آلام شديدة بسبب أماكن اعتقالهم وافتقارها لكل المقومات الاخلاقية والانسانية.

إلى ذلك، رصد تقرير جديد لمنظمة «صحافيات بلا قيود» 116 انتهاكاً بحق الصحافة في اليمن خلال العام الماضي، موضحاً بأن العام الماضي كان الأسوأ بكل المقاييس في حق الصحافة اليمنية منذ عقود.

ولم تستطع مناشدات المنظمات والهيئات المحلية والدولية المعنية بالدفاع عن حرية الصحافة، إنقاذ الصحافيين أو وقف الانتهاكات ضدهم.

وتحدث تقرير المنظمة اليمنية المستقلة عن قيام ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح بارتكاب 151 حالة انتهاك ضد الصحافيين والإعلاميين في اليمن خلال العام الماضي.

وتنوعت تلك الانتهاكات بين القتل والاختطاف والاعتداء والإصابة والتعذيب، إضافة إلى الفصل التعسفي من الوظيفة.

وأشار التقرير إلى مقتل 9 صحافيين وإعلاميين وجرح 8 آخرين، بالإضافة إلى 51 حالة تهديد و35 حالة اختطاف، مؤكدا تعرض 27 صحافيا وإعلاميا لمحاولة قتل، و12 آخرين للتعذيب، فيما تعرض 15 إعلاميا وصحافيا للفصل التعسفي من الوظيفة العامة.
وأشارت المنظمة إلى إحراق مؤسستين إعلاميتين واقتحام 10 مؤسسات صحافية والاعتداء على 12 موقعا إلكترونيا، بالإضافة إلى احتجاز 9 صحافيين واعتقال 5، والاعتداء على 8، ومنع 4 آخرين من مزاولة العمل.

ولفت التقرير إلى أنه تمت ملاحقة ومحاصرة 4 صحافيين وإعلاميين والتحريض على 3، فيما تم تقديم اثنين من الإعلاميين إلى النيابة والقضاء بسبب عملهما.

وقال إن 17 صحافياً يقبعون حالياً في سجون الحوثي وصالح، وليس عشرة كما تقول النقابة التي يبدو أن العشرة هم أعضاؤها فقط، بينما تحتسب المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية العاملين في المجال الإعلامي من غير الأعضاء في النقابات أيضاً.

إلى ذلك، ما زالت علامات الاستفهام تحوم حول ملابسات وفاة الصحافي الاستقصائي محمد العبسي، حيث أفادت وسائل إعلام محلية وإقليمية بأنه كان قبل فترة وجيزة من وفاته ينجز تحقيقاً في قضية حساسة ذات صلة بشركات نفطية قد تكون في ملكية قادة حوثيين.

وقالت ألكسندرا الخازن، مديرة مكتب الشرق الأوسط في منظمة «مراسلون بلا حدود» إن المنظمة «تأسف بشدة لوفاة الصحافي التي تبدو أقرب إلى جريمة قتل شنيعة».

No more posts

No more posts

Breaking News
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept