معركة تحرير الجوف وشيكة والهدف صنعاء

- ‎فيهامة

يبدو أن الإنجازات العسكرية التي تحققها المقاومة الشعبية والجيش الوطني والتحالف العربي في اليمن قد دفعت لفتح جبهات عدة تشتت مليشيا الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وأن الخطة تسعى لفتح معركة العاصمة صنعاء من جميع المحاور.

وتستعد المقاومة اليمنية لبدء معركة تحرير محافظة الجوف، التي تبلغ مساحتها نحو 40 ألف كيلومتر مربع، في ظل استمرار الغارات الجوية للتحالف العربي على مواقع مليشيات الحوثي وقوات صالح بالعاصمة ومحافظات تعز والجوف والبيضاء والحديدة وحجة وصعدة.

وتبدو معركة الجوف حاسمة في سياق محاولة المقاومة إطباق الخناق على معاقل الحوثيين والاقتراب من صنعاء، وفق ما أكده محافظ الجوف حسين العجي، حيث أشار في حديث للجزيرة نت إلى أن أهمية الجوف تنبع من محاذاتها للحدود مع السعودية، ولكونها على التماس مع معاقل الحوثيين في صعدة وعمران غربا وصنعاء جنوبا.

وتحدث العجي عن تحرك لواءين لتحرير الجوف، الأول لواء النصر بقيادة العميد أمين العكيمي، الذي تحرك من الشمال الغربي داخل المحافظة مسنودا بمئات من مسلحي القبائل، والثاني اللواء 101، الذي بدأ التحرك من الشرق إلى مناطق السيل والكنائس، باتجاه مدينة الحزم مركز الجوف.
الشيخ أبكر يؤكد استكمال الاستعدادات لمعركة الجوف (الجزيرة)

خطة شاملة
وحسب المسؤولين اليمنيين جاء التحرك لتحرير الجوف عقب الانتصار في محافظة مأرب بمشارف صنعاء، ويأتي ضمن خطة شاملة أقرتها قيادة هيئة الأركان، كي تكون المعركة ضد الحوثيين شاملة من جميع المحاور.

وكان القياديان بالمقاومة الشعبية الشيخ الحسن أبكر وقائد لواء النصر العميد أمين العكيمي قد أعلنا عن استكمال الاستعدادات لمعركة الجوف، وأكدا أن آلاف المقاتلين المدربين والمسنودين بأسلحة نوعية ومدرعات ودبابات من التحالف العربي لن يقتصر دورهم على تحرير الجوف، بل سيعملون على فتح طريق آخر نحو صنعاء عبر محافظة عمران، والتوجه لمعقل الحوثيين في صعدة.

وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني العميد سمير الحاج أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية تتقدم حاليا في الجوف باتجاه معسكر اللبنات القريب من مدينة الحزم، والذي يتعرض حاليا لغارات من التحالف العربي بشكل مكثف.
مدينة الحزم مركز محافظة الجوف ستكون الوجهة القادمة للمقاومة (الجزيرة نت)

عتبة استراتيجية
إلى ذلك يعتقد الباحث علي الذهب أن المعركة في مأرب لم تكتمل أهدافها بالنسبة للجيش الوطني والمقاومة وقوات التحالف، بحيث يجري التقدم نحو صنعاء من أي جبهة غير الجبهة التي توقف عندها الزحف من جهة مديرية صرواح بمأرب.

وقال الذهب للجزيرة نت إن التوجه لتحرير الجوف هدف أصيل للمقاومة والجيش الوطني ينبغي المضي نحو تحقيقه، لكون الجوف العتبة الاستراتيجية التي يمكن من خلالها اجتياح محافظتين في آن معا، وهما عمران وصعدة.

ولم يستبعد الباحث اليمني أن يكون وراء التقدم نحو الجوف محاولة لتشتيت الحوثيين وقوات صالح، لكن ذلك أمر ثانوي حسب رأيه، لأن تلك المليشيات تركز أساسا على حماية صنعاء ولن تتورط في سحب قواتها من العاصمة لدعم المحافظات الأخرى.

وردا على سؤال عن أقصر الطرق لدخول صنعاء، قال الذهب إنه لا بد من إعادة الجوف إلى السلطة الشرعية، نظرا لوجود نسبة كبيرة من أبنائها موالين للشرعية وينقصهم الدعم المادي والعسكري، كما تجب السيطرة على الأرض لمنع أي خطر من الجوف قد يهدد أي تحرك نحو صنعاء أو ما جاورها.

وأكد الباحث اليمني أن “المسألة لا تتعلق فقط بالقرب أو البعد، فقد نسمع فجأة أنها وقعت تحت سيطرة قوات من داخلها بما يمهد لدخول قوات المقاومة برا أو جوا”.

الجزيرة نت