عرض تنظيم القاعدة في اليمن نفسه كقوّة مضادة لجماعة الحوثي، محاولا تصوير الصراع ضدّ الجماعة المسيطرة بقوّة السلاح على عدد من مناطق البلاد على أنّه صراع طائفي ضدّ الشيعة وعارضا خدماته كـ”قوّة سنية” مضادة.
وجاء ذلك أياما بعد عرض جماعة الحوثي المتمرّدة خدماتها في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على القاعدة في اليمن مؤكّدة قدرة الحكومة الموازية التي نصّبتها في صنعاء بالاشتراك مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح “على القضاء على التنظيم على أرض الواقع ومحاربته ميدانيا واستخباراتيا وعقائديا”.
وبذلك يلتقي كل من تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي عند محاولة الاستثمار في الحرب القائمة ضدّ كل منهما لتخفيف الضغط عليه.
وفيما تخضع القاعدة لحملة غير مسبوقة في اليمن من قبل الولايات المتّحدة التي نفّذت طائراتها دون طيار خلال الأيام الأخيرة العشرات من الغارات على مواقع التنظيم بوسط اليمن وجنوبه، تواجه جماعة الحوثي وشريكها علي عبدالله صالح تصعيدا عسكريا من قبل التحالف العربي والقوات الموالية للشرعية على عدّة جبهات ما أفضى إلى تقهقرها في عدد من المناطق يقع أهمهما على الساحل الغربي للبلاد.
وفي بيان على موقع تيليغرام طلب الجناح اليمني لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب المساعدة لصد ما قال إنّه هجوم لجماعة الحوثي في وسط البلاد متهما الولايات المتحدة بتنسيق هجمات مع الجماعة المتحالفة مع إيران.
وجاء ردّ فعل القاعدة بعد إعلان حكومة الحوثي وصالح الموازية في صنعاء، وغير المعترف بها دوليا، على لسان مصدر رسمي فيها “أنّ قيام الإدارة الأميركية باتخاذ خطوات عسكرية أحادية الجانب ومنتهكة للسيادة الوطنية، في إطار ما تدعوه بمكافحة الإرهاب، لن تؤتي ثمارها المرجوة في التخلص من تلك الآفة في ظل غياب التنسيق الأمني والاستخباراتي مع سلطاتنا، التي تعمل على مكافحة تواجد القاعدة وداعش.