نظم المجلس العام لمعتقلي الثورة اليمنية، وبرعاية رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، اليوم الخميس بمدينة مارب، ندوة بمناسبة الذكرى الـ52 لاستشهاد أبي الأحرار محمد محمود الزبيري على يد قوات الرجعية والإمامة.
وفي الندوة قدمت ثلاث اوراق عمل قدمها نخبة من رجال اليمن تحدثت بشكل مركز عن “المحتوى الإنساني في فكر الزبيري و البعد الوطني في شعر الزبيري و الأدوار السياسية والثورية للزبيري وقد تم استعراض “مدرسة الزبيري.. معركة الماضي والحاضر” وهي أهم النقاط التي اثراها الحاضرون من نخب سياسية وقيادات عسكرية وقيادات سياسية ورواد منظمات المجتمع المدني.
في البداية تحدث القاضي محمد الوزير الوقشي، في ورقته التي كانت تحت عنوان “مدرسية الزبيري بين معركة الماضي والحاضر” عن أوجه الشبه بين ثورتي 1948، و2011، عندما نجحت الثورة المضادة بعد ثورة 48، وبدأ قوى الإمامة والتخلف بتفجير البيوت والاغتيالات والإعدامات، والهروب من الحاكم، وتشريد الناس، وهو ما يحدث اليوم من قبل الثورة المضادة للحوثي وقوات المخلوع صالح.
وأضاف الوقشي أن مؤلف كتاب “عظماء الأمة المنسيون” اعتبر الزبيري ليس أحد الثوار اليمنيين وإنما أحد أعضاء الأمة لكن مع الأسف، من المنسيين، لجهوده في قضايا الأمة ومعركته النضالية ضد الإمامة.
وتطرق في ورقته إلى المزايا التي تمتع بها الشيهد أبي الأحرار الزبيري التي تمثلت في الوعي الفكري للواقع إيجابا وسلبا، والتدين الناضج، والوسطية، والشعور بالمسؤولية وتحريك الشارع، وإلهاب حماس الجماهير، وعدم الانشغال بالقضايا الجانبية التي تثير الخلافات والفرقة، إضافة إلى تمتعه بأخلاق فاضلة جعلت كل الأطراف تقدره وتحترمه.
وأضاف أن الزبيري تبنى قضية عادلة ومشروع وطني إسلامي شامل، وأن أحدا لم يستطع أن يميزه أنه يتبع تيارا بعينه، حيث استطاع الزبيري أن يجمع كل التيارات والاتجاهات لتحقيق الهدف المنشود في نجاح ثورة سبتمبر ومواجهة المشروع السلالي الطائفي.
من جهته تحدث رئيس دائرة التوجيه المعنوي اللواء محسن خصروف، في ورقته “المحتوى الإنساني في فكر الزبيري” عن الشهيد الزبيري وصفاته وثقافته وفكره وأدبه
ووصف اللواء خصروف الشهيد الزبيري بأنه “خلاصة فكر” وأنه تأثر بزعماء التيارات الفكرية الشهيرة في العالم العربي والإسلامي، وأنه قرأ لكثير من المفكرين والأدباء، والثورات العربية والعالمية.
وقال “إن الزبيري كان إنسانا خالصا قريبا من كل الأطراف، الشيوعيون يعتبرونه قريبا منهم، والإخوان يعتبرونه واحدا منهم، والقوميين يرونه قوميا مثلهم، فاستطاع الزبيري أن يوحد الجميع لإنقاذ اليمنيين من حكم الكهنوت المتخلف”.
وأضاف أن الزبيري لم ينتقده أحد من أي طرف سواء في حياته أو بعد استشهاده، فقد كان الرجل يتحدث عن مواضيع كأنه اليوم، يتحدث عن الديمقراطية، والعدالة، والمساواة، والتعددية، فقد كان الزبيري ثائرا على الطغاة والحاكم بشعره وأدبه وعلمه، كما كان ينشد ذلك في شعره وأدبه.
من جهته تحدث الدكتور يحيى الأحمدي في ورقته “البعد الوطني في شعر الزبيري” أن الزبيري لم يكن ينحصر لحزب أو جماعة، بل إنه كان يتغنى بقضايا الوطن العربي ولم يقتصر همه حول قضية اليمن فحسب.
وأضاف الأحمدي أن الزبيري نال الحظ الأوفر في توجيه الشعب اليمني لنيل حريته واستقلاله من حكم الأئمة المتخلف، مشيرا إلى أن الزبيري لم يكن شعره للقتال فحسب، بل كان شاعرا رومنسيا تغنى بالحب والفراق، والغربة، وأنه أول من ربط الشعر بالحركة النضالية.
وفيما يخص الدراسات والنقد قال الأحمدي “إن الشهيد الزبيري استطاع خلال الفترة ما بين ستينيات وثمانينيات القرن الماضي أن يحرك المياه الراكدة في ذلك الجانب وأوجد ثلث مجموع تلك الدراسات في الوطن العربي خلال الفترة نفسها.
في سياق متصل، أثنى مقدم الندوة عبدالكريم ثعيل على اهتمام رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بهذه الذكرى الوطنية العظيمة ورعايته لبرنامج المجلس العام لمعتقلي الثورة اليمنية لاحياء الذكرى 52 لاستشهاد ابي الأحرار محمد محمود الزبيري.
موضحا ان أهمية الفعالية تأتي من كون الذكرى تحل على اليمنيين وهم يقارعون المشروع الإمامي الذي ناهضه الزبيري ورفاقه الأحرار ولأنه لابد من التذكير بواحدية المصير والمعركة للشعب اليمني قاطبه منذ زمن الشهيد الزبيري وحتى الآن.
وقال ثعيل: هدفنا أيضا من احياء الذكرى هو استنهاض الهمم وتعزيز الدور النضالي للأبطال وعامة الشعب وإحياء معاني الانتماء الوطني والتضحية من أجله الوطن والمشروع الوطني الذي انقلبت عليه خلايا ومليشيات الانقلاب الإمامي الكهنوتي العائلي.