كشف حديث وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أثناء توجّهه الثلاثاء إلى المملكة العربية السعودية بشأن وجوب البحث عن حلّ سلمي للصراع في اليمن، وجود رأي سائد لدى القوى الدولية والإقليمية الفاعلة في الملف اليمني بأنّ ظروف السلام العادل في اليمن باتت مهيأة بفعل التطورات الميدانية الكبيرة التي أعادت التوازن إلى خارطة السيطرة على مناطق البلد، بعد أنّ تمّ انتزاع مواقع استراتيجية من أيدي المتمرّدين الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح، وبعد أن فرض التحالف العربي واقعا عسكريا جديدا من شأنه أن يجبرهم على الاستجابة لجهود السلام.
وقال ماتيس الذي بدأ الثلاثاء جولة في المنطقة استهلها بزيارة إلى المملكة العربية السعودية هي الأولى له منذ منذ توليه منصبه، إنه يجب إيجاد حل سياسي من خلال مفاوضات تتوسط فيها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن.
وتمكّن التحالف العربي الداعم للقوات اليمنية خلال الأسابيع الماضية من إحداث تغييرات كبيرة على خارطة السيطرة على اليمن بطرده المتمرّدين من مناطق استراتيجية على الساحل الغربي الذي يتوقّع أن تؤدّي استعادته بشكل كامل إلى محاصرة التمرّد في مناطق داخلية وعزله عن منافذ إمداده بالسلاح الإيراني المهرّب عبر البحر، بما من شأنه أن يجعل عملية إسقاطه بالقوّة أو بالتفاوض مسألة وقت.
وتركّز القتال خلال الأيام الماضية في محيط معسكر خالد بن الوليد شرق مدينة المخا وهو أحد أكبر المواقع العسكرية للمتمرّدين في محافظة تعز.
ولا ينفي حديث الولايات المتحدة عن السلام في اليمن موقفها الصارم ضدّ المتمرّدين المدعومين من إيران، ومساندتها للجهود السعودية للحدّ من سيطرتهم على البلد في ظل وجود مخاوف لواشنطن من عدم الاستقرار في اليمن وما يمثله ذلك من مخاطر انتشار الإرهاب وتعاظم التهديدات للملاحة الدولية في أحد الممرات البحرية ذات الأهمية العالمية.
ويقول مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تدرس توسيع نطاق دورها في صراع اليمن بتقديم مساعدات مباشرة بشكل أكبر لحلفائها في الخليج الذين يحاربون جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
ويمثّل الجانب الإنساني إحدى الأوراق الضاغطة باتجاه إيجاد حلّ سلمي للصراع اليمني، حيث قُتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص وشُرد أكثر من ثلاثة ملايين في الحرب التي دخلت عامها الثالث.
ولا يزال الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء، لكنهم فقدوا مؤخرا مناطق استراتيجية على الساحل الغربي للبلاد، فيما تتواتر المؤشرات على أن خسارتهم كامل الشريط الساحلي مسألة وقت، بما قد يجبرهم على التفاوض لتفادي هزيمة أشمل.
وقال ماتيس للصحافيين في طريقه إلى العاصمة السعودية الرياض إن الحرب “مستمرة منذ وقت طويل. نرى الإيرانيين يقدمون الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على السعودية وهذا أمر يجب أن يوضع له حد ولا سيما في ظل عدد الأبرياء الذين يلقون حتفهم داخل اليمن”.
وانتهت سبعة اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار توسطت فيها الأمم المتحدة بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والمتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالفشل بينما انهارت محادثات سلام تدعمها الأمم المتحدة أكثر من مرة. وقال ماتيس “سنعمل مع حلفائنا ومع شركائنا لنحاول أن نصل إلى طاولة مفاوضات بوساطة الأمم المتحدة”.
ولم يذكر تفاصيل بشأن طبيعة الدعم الإضافي الذي قد تقدمه الولايات المتحدة للتحالف الذي تقوده السعودية لكنه قال إنه يتطلع لتوثيق وتوسيع نطاق العلاقات بين البلدين خلال الزيارة.
ولا ينفصل الصراع في اليمن عن صراع أشمل تخوضه إيران لمد نفوذها في المنطقة العربية عن طريق وكلاء لها مثل حزب الله في لبنان وجماعة أنصار الله الحوثية في اليمن.
وقال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن السعودية تشعر بالقلق استراتيجيا من إيران غريمتها الأساسية في صراع على النفوذ بالمنطقة.
وأضاف قائلا “مأتى القلق السعودي على المدى القريب هو كيف يبعثون برسالة إلى الإيرانيين في اليمن وهم يريدون الحصول على دعم أميركي كامل”.
وقد تشمل المساعدة الأميركية للرياض معلومات مخابراتية، فيما تقول مصادر بالكونغرس إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على وشك إخطار المجلس بمقترح لبيع ذخيرة دقيقة التوجيه الى السعودية.