تعد كليات المجتمع من اهم المؤسسات التعليمية الحديثة التي تنتهج نظم الجودة في التأكد من ضمان المخرجات التعليمية في ظل العولمة الاقتصادية .. والتي توفر برامج تعليمية وتدريبية حديثة ومتطورة تساعد الدارسين وتمكنهم على اكتساب المهارات والخبرات العملية التي تتوافق مع متطلبات وحاجات سوق العمل وخطط التنمية.
من هنا جاءت فكرة اهتمام بلادنا بهذا النوع من التعليم والتي سعت منذ وقت مبكر لإنشاء كليات مجتمع في العديد من المحافظات وفي مقدمتها (كلية المجتمع – عدن) التي تأسست في العام (٢٠٠١م) كمؤسسة تعليمية حكومية تشرف عليها وزارة التعليم الفني والتدريب المهني .. وتتوفر فيها تخصصات تكنولوجيا المعلومات وبرمجيات الحاسوب، الى جانب عشرات التخصصات لبرامج الدبلوم التي تتميز بالمرونة والشمول وتشمل مختلف مجالات الحياة العملية.
ومنذ تأسيسها حققت (كلية المجتمع – عدن) نجاحات كبيرة حيث إلتحقت بها حتى الآن (١٦) دفعة .. تخرجت منها (١٣) دفعة، وقد كانت تعد الرائدة والنموذج الرائع للتعليم الفني والمهني .. الا انه وبسبب وجود البعض من مرضى النفوس والعقول العفنة – شابتها خلال السنوات الاخيرة الكثير من الاختلالات والقصور والاخطاء الادارية التي انعكست بشكل سلبي على المستوى التعليمي في الكلية لتتحول الى بؤرة للفساد والنهب وتحقيق مصالح واغراض شخصية.
وما يؤسف له ان هؤلاء المرضى والعابثين هم اساسا جزء من طاقم ادارة الكلية والعاملين فيها، بل ويعدون من دعاماتها واركانها الأساسية الا انهم حولوها الى وكر للنهب والاسترزاق والفساد وتمرير المصالح الخاصة .. وذلك من خلال ممارستهم الابزاز على الطلاب عبر وسائل شتى منها اخذ رشاوي مقابل نجاح الراسبين في الامتحانات، وبيع اسئلة الامتحانات مسبقا، والتغاضي عن الغائبين من الطلاب، والتعاقد مع بعض الخريجين، ومنحهم الدرجات العلمية، وكل ذلك مقابل مبالغ مالية كبيرة، ناهيك عن السفريات الوهمية خارج الوطن بحجة زيارة جامعات وغيرها .. مستغلين بذلك حالة الانفلات الاداري والحرب والظروف الاستثنائية التي تشهدها البلاد وغياب الرقابة والمحاسبة في ممارستة فسادهم ونزعاتهم الشيطانية دون مراعاة لاي شيء.
ويتمثل لوبي الفساد هذا في عدد (١٠) اشخاص من قرابة (٤٠٠) موظف في الكلية، وهم المتحكمين بالادارات والمناصب الهامة في الكلية وهم:(د. فواد الدبعي – العميد السابق والذي يعد الشخص الوحيد من ابناء الكلية الذي افسدها .. و د. عبدالله صالح – نائب العميد للشؤون المالية والإدارية والذي كل همه البقاء في المنصب وهبر المال فقط .. و د.عوض الضيف – نائب العميد لشوون الطلاب، وهذا يعتبر الملية ملكة الخاص حيث انه يعظل فيها منذ (١٢) سنة وطيلة هذه الفترة لم يحقق اي انجاز يذكر غير السمعة السيئة .. و د.وجدي الحاج – مدير دائره العلوم الهندسية سابقا واستاذ بالكلية، وهذا لم يفتح مكتبه منذ توليه الاداره حتى خروجه منها بسبب كثرة الغياب .. ومحمد مطهر – معيد ومن طلاب الكلية، وهذا كل همه منصب في الحصول على شقه بعمارة اساتذة الكلية الا ان العميد رفض طلبه اكثر من مرة .. و د.عارف السقاف – استاذ ومدير مركز التدريب في الكلية سابقا، وهذا منذ توليه ادارة المركز توقفت كل الدورات واصبح المركز مهجور .. ومحمد السروري – معيد في الكلية وتم توقيفه لمدة عام نتيجة مشاكل وسرقة في الكلية .. وناظم صالح – معيد من طلاب الكلية وهو شخص فاشل طلع بالوساطة .. الى جانب اربعة اشخاص معيدين في الكلية وهم: امجد زيد – ومحمد السروري – ومحمود البان – وعبد العليم الطلي، وجميعهم لهم مقاصد شخصيه وليس هذفهم مصلحه العمل).
طبعا لم يتوقف الحال بهذا اللوبي الفاسد في الكلية عند هذا الحد بل انهم يسعون وبإصرار عجيب للتخلص من الاشخاص النزيهين والفاعلين من زملاءهم في ادارة الكلية، من خلال بث الاشاعات ونشر الاكاذيب والاباطيل والادعاءت بحقهم ومضايقتهم واتهامهم بالفساد وعدم الخبرة والقدرة على الادارة، وهو الامر الذي مكنهم من الاستفراد بإدارة الكلية والعبث بها وفق اهواءهم وما يريدون، وما الحملة الشعواء التي شنوها مؤخرا ضد عميد الكلية الدكتور: عبدالله محمد داغم الا آخر محاولة لهم للتخلص من كل من يرفضون الفساد والعبث بالعملية التعليمية في الكلية .. في حين صار مستقبل الطلاب في مهب الريح.
فبعد ان ضاق عميد الكلية الدكتور: عبدالله داغم ذرعا بفسادهم وعبثهم وبالاوضاع المتردية التي اوصلوا الكلية لها، وبعد ان اعلن مطلع الاسبوع الجاري وامام كل موظفي الكلية اعتزامه تقديم استقالته من عمادة الكلية سارع اعضاء هذا اللوبي الفاسد والخسيس الى تحرير مذكرة او شكوى الى محافظ عدن باسم موظفي الكلية مع ان الموقعين عليها (٨) اشخاص فقط من بين (٤٠٠) موظف وعملوها بتاريخ سابق .. حملوا فيها العميد كل اخطاءهم وفسادهم، مؤكدين انه اوصل الكلية الى اسوا حال وانه يفتقر للادارة الخاصة وانه حجب الصلاحيات على نوابه مطالبين باقالته .. كل ذلك حصل منهم دونما حياء او مراعاة لابسط القيم الاخلاقية.
اذ ان العميد الدكتور: عبدالله محمد داغم .. معروف لدى القاصي والداني ولدى كل من عرفوة وعايشوه باستقامته ونزاهته وحنكته وحكمته الادارية والاكاديمية وكل العاملين في الكلية يشهدون بذلك وحتى الطلاب .. انساني من الدرجة الاولى، يحب الجميع ويحبه الجميع .. يتعامل مع الكل باعتبارهم زملاء، ولم يسبق له ان اختلف مع احد او اشتكى منه احد او اختلس شيء .. كما عرف عنه حرصة على الارتقاء بالمستوى التعليمي في الكلية من خلال سعيه الدأووب والمتواصل وبشكل شخصي لتوفير كل الاحتياجات والمتطلبات اللازمة للكلية وادارتها المختلفة، الى جانب حزمة مع طاقم التدريس وعدم التهاون او التساهل مع احد، ومنذ توليه عمادة الكلية حقق لها نقلات نوعية رغم كثرة العراقيل والعبث الذي يمارسه الفاسدون حوله، ويكفي هذا الرجل انه رابط داخل مبنى الكلية طيلة فترة الحرب التي شهدتها عدن وتحول شخصيا الى حارس لها وبالفعل استطاع ان يحميها ويجنبها السرقة او التدمير .. وانجازاته لا تعد ولا تحصى .. فماذا حقق اعضاء لوبي الفساد الاخرين.
ويشكو الكثير من طلاب الكلية من تدهور مستوى التعليم في الكلية وتعرضهم للابتزاز من قبل اللوبي المذكور، وتدني مستوى طاقم هيئة التدريس الذي اغلب اعضائه من زملاءهم خريجي السنوات الماضية، ونقص اساتذة بعض المواد العلمية الهامة، وانعدام الدراسة التطبيقية، وتفشي الغش، وغياب الرقابة والمحاسبة والتسيب الكبير ومواصلة الفاسدين نهبهم وبشكل علني دون خوف من المحاسبة .. ويؤكد البعض من الطلاب بسخرية المعاتب إنهم يتواجدون في الكلية فقط من اجل التواصل وتسجيل الحضور بهدف الحصول على الشهادة الدراسية من الكلية.
وعليه وحتى ننقذ هذه الكلية والصرح التعليمي الهام .. وتفاديا لعملية القيل والقال والاشاعات والاكاذيب والافتراءات التي يمارسها ويسوقها لوبي الفساد سالف الذكر، وبما ان عميد الكلية الدكتور: عبدالله محمد داغم .. نقترح على قيادتي وزارة التعليم الفني والتدريب المهني، ومحافظة عدن تشكيل لجنة مشتركة تضم نخبة من المتخصصين والمعنيين للنزول الى الكلية واجراء تحقيقات دقيقة ملامسة الوضع الدائر فيها عن قرب، حتى يتسنى لهم معرفة الفاسدين والعابثين والمستهترين، ومن تسببوا في تردي المستوى التعليمي في الكلية واحالتهم للمحاكمة، ومن ثم العمل على اختيار قيادة اكاديمية نزيهة وكفؤة تتمكن من اخراج الكلية من المنزلق الخطير الذي وصلت اليه .. وحذار من تسليم ادارة الكلية للوبي الفساد المذكور لان مثل هكذا خطوة من شأنها ان تكون بمثابة اخر مسمار في نعش هذه المؤسسة التعليمية الهامة.
وتسعى كلية المجتمع الى (إعداد كوادر متوسطة لتأمين متطلبات التنمية من القوى البشرية ذات الكفاءات التقنية .. وترسيخ مبدأ مشاركة المجتمع في نشر التعليم .. الى جانب انشاء نظام تعليمي يتميز بالمرونة والتكيف مع التقنيات الحديثة ومؤشرات سوق العمل .. والإسهام في تنشيط التدريب والتأهيل للإرتقاء بالمستوى العلمي والمهني .. وتطوير التعليم التقني وتحديثه بما يتناسب ومتطلبات التنمية .. والعمل على رفع كفاءة العاملين في أجهزة الدولة المختلفة من خلال المساهمة في تنظيم برامج التأهيل والتدريب أثناء الخدمة وإعادة التأهيل أيضاً بحسب احتياجات ومتطلبات سوق العمل .. والى ذلك منح الدارسين قاعدة عريضة من المعلومات ذات الإستخدام المتعدد الأغراض، مثل العلوم الأساسية واللغة ومهارات الإتصال وإستخدامات الحاسب الآلي وغيرها.