أدى الآلاف من مختلف المناطق الفلسطينية صلاة الجمعة، اليوم فى الشوارع المحاذية للمسجد الأقصى وأمام بواباته، وذلك بعد أن منعتهم قوات الاحتلال الإسرائيلى من الدخول للأقصى إلا عبر البوابات الإلكترونية، وهو ما رفضه الفلسطينيون.
وفى حين تفرض سلطات الاحتلال تدابير أمنية مشددة، منذ نحو أسبوع، بعد هجوم قتل خلاله شرطيان إسرائيليان و استشهد ثلاثة مهاجمين من فلسطينيى الداخل، إلا أن مصادر فلسطينية أفادت بأن الشرطة الإسرائيلية حولت أمس البلدة القديمة شرق القدس إلى ثكنة عسكرية قبيل المظاهرات الفلسطينية.
وأدى الفلسطينيون الصلاة فى عدد من محاور الطرق بينها شارع صلاح الدين والمصرارة وباب الأسباط ووادى الجوز وآ وهى مناطق متاخمة لأسوار البلدة القديمة فى المدينة. وانتشر آلاف من عناصر الشرطة الإسرائيلية فى محيط مواقع أداء الصلاة.
وتخلل وصول الفلسطينيين إلى أماكن الصلاة مواجهات متفرقة بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية.
وعقب الصلاة، أصيب عدد من الفلسطينيين فى اشتباكات مع عناصر شرطة الاحتلال قرب المسجد الأقصى، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص وقنابل الغاز لتفرق بالقوة تجمع للفلسطينيين قرب المسجد، وفقا لشبكة «سكاى نيوز عربية» الإخبارية.
كما منعت قوات الاحتلال طواقم الهلال الأحمر من الوصول لمنطقة باب الأسباط ومحيطها لمعالجة المصابين خلال الاشتباكات هناك. فيما استشهد شاب فلسطينى فى منطقة باب العامود إثر إطلاق نار من قبل المستوطنين الإسرائيليين.
وفى الضفة الغربية، اندلعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الاحتلال عند حاجز «قلنديا» بين القدس ورام الله، كما أسفرت مواجهات فى مناطق متفرقة بالضفة عن 39 مصابا، بحسب موقع «عرب 48» الإخبارى.
وعززت إسرائيل إجراءات الأمن فى القدس، اليوم، بعد أن قرر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عدم إزالة بوابات الكشف عن المعادن عند مداخل الحرم القدسى. كما منعت الرجال دون سن الخمسين من دخول البلدة القديمة فى القدس، حيث تزداد حدة التوتر بعد التدابير الأمنية التى فرضتها.
كما أوضحت الشرطة الإسرائيلية أنها ستبقى على البوابات التى وضعتها الأسبوع الماضى أمام مداخل المسجد الأقصى. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه تم التوصل إلى هذا القرار بعد مناقشات مطولة أجراها مجلس الوزراء الأمنى المصغر أسفرت عن إسناد مسئولية إزالة أو إبقاء أجهزة الكشف عن المعادن فى الموقع إلى الشرطة، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
إلى ذلك، ذكرت مصادر لوكالة معا الفلسطينية أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت فجر أمس عدد من القيادات الفلسطينية فى شرق القدس من بينهم مسئول ملف القدس فى حركة فتح الوزير السابق فى السلطة الفلسطينية حاتم عبدالقادر.
ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية عن محمد محمود، محامى هيئة شئون الأسرى والمحررين، قوله إن القوات الإسرائيلية اعتقلت تسعة مقدسيين.
فى غضون ذلك، دعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح لاجتماع أمس فى مقر الرئاسة فى رام الله لبحث «الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة فى القدس بشكل عام، وفى المسجد الأقصى المبارك بشكل خاص، ولاتخاذ القرارات المناسبة للتعامل مع التطورات الراهنة».
من جهته، دعا إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»، الفصائل الوطنية والإسلامية للاجتماع «الفورى»، فى مصر أو لبنان، للاتفاق على استراتيجية لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية فى المسجد الأقصى، مطالبا الدول العربية والإسلامية بتحمل «مسئولياتها والقيام بواجباتها تجاه المسجد الأقصى».
وفى وقت سابق، وجهت المرجعيات الدينية وشخصيات إسلامية ومسيحية، فضلا عن سياسيين ونشطاء، نداء إلى أهالى القدس والداخل للزحف إلى المسجد الأقصى، فيما قررت الأوقاف الإسلامية فى القدس إغلاق جميع المساجد فى المدينة وطالب مدير عام الأوقاف، عزام الخطيب، من أئمة المساجد التوجه إلى محيط الأقصى لإلقاء الخطب فى الجماهير، فيما سمى بـ«جمعة النفير».
من جهة أخرى، نقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن وزير النقل الإسرائيلى، يسرائيل كاتس قوله: «جبل الهيكل(المسمى الاحتلالى الباطل للأقصى) لنا ولن نفرط فى السيادة عليه وإسرائيل هى المسئولة عن حفظ الأمن هناك». وأكدت القناة أن عضو الكنيست عوفر جولان سيقدم شكوى ضد مفتى القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين بتهمة التحريض على قتل الشرطة الإسرائيلية.
من جانبه، جدد الشيخ محمد حسين، التأكيد على أن الفلسطينيين يرفضون التعامل مع البوابات الإلكترونية التى وضعتها إسرائيل على بوابات المسجد الأقصى، بأى شكل من الأشكال. قائلا «يجب إزالة البوابات التى وضعتها إسرائيل على بوابات المسجد، نحن لا نقبل أى قيد على باب المسجد الأقصى المبارك».