رُبع الشباب الإيراني لايزال عاطلاً عن العمل والاستثمار الأجنبي دون التوقعات

- ‎فيعربي ودولي

كشفت صحيفة بريطانية في افتتاحيتها، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، عندما يؤدي اليمين الدستورية لولاية رئاسية إيرانية ثانية اليوم السبت، فإن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، ووزراء من كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا سيكونون جميعا حاضرين في طهران ليشهدوا الاحتفال. واعتبرت الصحيفة ذلك الحضور الأوروبي بمثابة إشارة على مدى التفاهم الذي تحقق بين إيران والغرب في فترة روحاني الرئاسية الأولى؛ ومع ذلك فإنه قد يشعر بالبرد بينما يشرع في فترة رئاسته الثانية.

فعلى الرغم من إنزاله هزيمة ساحقة بمنافسه المحافظ في انتخابات مايو/أيار، إلا أن المعارضة تصطف ضده في الداخل والخارج، وفقا لما أشارت اليه صحيفة “غارديان”، غير أن حالة الضبابية التي يواجهها روحاني في الداخل (حيث القائد الأعلى آية الله خامنئي في الـ78 من عمره دون خليفة محدد)- هذه الحالة يطغى عليها الآن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في 2015.

ورصدت الصحيفة قول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب تنفيذ بنود الاتفاق، إن إيران ممتثلة للمتطلبات الخاصة بكبح برنامجها النووي وتقبل عمليات التفتيش في مقابل تخفيف العقوبات؛ غير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد تعهد بتقويض أبرز إنجازات إدارة أوباما على صعيد السياسة الخارجية؛ وقد وقّع ترامب مرتين على قرارات تخفيف عقوبات على طهران ولكن بامتعاض شديد؛ وقد طلب من مساعديه إيجاد طريق لإلغاء الاتفاق، وقال إنه ينتظر إعلان إيران غير ممتثلة لبنود الاتفاق النووي الشهر المقبل.

وكان روحاني قد وعد بأن الاتفاق النووي سيجلب رخاءً، وبالفعل يشهد الاقتصاد الإيراني نموًا من جديد، كما انخفضت معدلات التضخم واستقر سعر العملة؛ لكن معدلات الفقر ارتفعت، بحسب الـ”غارديان”، كما أن نحو رُبع الشباب الإيراني عاطل عن العمل، ولا يزال الاستثمار الأجنبي دون التوقعات- باختصار لم يشعر الإيرانيون حتى الآن بالفوائد التي توقعوها من الاتفاق النووي. وإضافة إلى الاستياء الاقتصادي، ثمة مثيرات أخرى للقلق، بحسب الصحيفة، تتمثل في أن الشباب الإيرانيين يريدون إصلاحا وتمثيلا أكثر للمرأة في الحكومة ومزيدا من التحسنً في العلاقات مع العالم الخارجي.

في غضون ذلك، يسعى الخصوم المتشددون وبينهم “الحرس الثوري” والقضاء إلى تصوير الاتفاق النووي باعتباره تسليمًا مقابل مكافأة زهيدة، وهذا لا لشيء إلا لأن الاتفاق يهدد مصالحهم. ونبهت الـ”غارديان” إلى أن أحدًا لا يسعه إنكار أن الرئيس روحاني مختلف جدّ الاختلاف عن سلفه أحمدي نجاد إن المعاداة الأميركية لقيادة روحاني إنما هي كفيلة بدعم القوى الإيرانية الانعزالية المتشددة المصطفة ضد روحاني وضد رغبات وتطلعات الشعب الإيراني وضد الاستقرار في المنطقة، وفعليا ضد المصالح الأميركية. واختتمت الصحيفة قائلة إن “وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي سبق وحدد التهديدات الأكثر خطرًا على الولايات المتحدة بأنها:  إيران، ثم إيران، ثم إيران- حتى هذا الرجل يقف في جانب المؤيدين لبقاء الاتفاق النووي الإيراني، لكن الرئيس ترامب يصف الاتفاق بأنه كارثة، وهو كالعادة على خطأ؛ ذلك أن إلغاء الاتفاق هو القرار الكارثي.