رئيس مجلس الوزراء في كلمته للمؤتمر السنوي لقادة وزارة الداخلية يؤكد ان عدن مدينة الوحدة والتنوع.. نص الكلمة

- ‎فيأخبار اليمن

 قال رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر  ” السلام والاستقرار غايتنا، والأمن أمن عدن، وأمن اليمن أمن المواطن والوطن هدفنا، عدن حاضرتنا التي تنشد الأمن والأمان، وترنوا وتتطلع لمستقبل زاهر لا يتحقق ألا في ظل الاستقرار.

وأضاف رئيس  الوزراء خلال عقد المؤتمر السنوي لقادة وزارة الداخلية برعاية كريمة من رئيس الجمهورية “،  لنسعى لسلام دائم في عدن، وأمن دائم في عدن، فهي واجهتنا للعالم، السلام والأمن أولاً، والسلام والأمن ثانياً، والسلام والأمن دائماً.

وتابع رئيس الوزراء حديثه :” عدن مدينة التجارة والصناعة والسياحة والسياسة المنفتحة على الآخر المُختلف، وهي عاصمة اليمن اليوم، أتيحت لها فرصة تاريخية نادرة فلا تضيعها، وتحقيق هذه المكانة الاقتصادية والتجارية والريادية بين مدن اليمن لا تأتينا طائعة، بل أن علينا السعي لها.

وقال:”  لأجلنا ولأجل أولادنا وأحفادنا، والمستقبل. وباختصار عدن هي مدينة الوحدة والتنوع، فإذا خرجت الحياة فيها على هذه القاعدة على هذه القيم اضطربت. لا يحكم أحدٌ بمفرده في عدن، ولنا في تاريخنا عبرة ودرساً.

نص كلمة رئيس الوزراء:

بسم الله الرحمن الرحيم
“بلدةٌ طيبةٌ وربٌ غفور” صدق الله العظيم
الأخ العزيز أحمد بن أحمد الميسري نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية
الأخوان رئيس مجلس القضاء الأعلى، ورئيس المحكمة العليا
الأخوة الوزراء
الأخوة محافظو محافظات تعز، ولحج، وأبين، والضالع، والحديدة، والقائم بأعمال محافظ محافظة عدن
الأخ/ ممثل شرطة الإمارات في التحالف
الأخوة القادة العسكريين والأمنيين
الأخوة والأخوات
أحييكم بداية، وأنقل إليكم تحيات المناضل الكبير الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة. بمناسبة العام الجديد، عام البناء في القوات المسلحة والأمن، متمنياً لكم عاماً حافلاً بالعطاء والعمل من أجل تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى، لما فيه أمن الوطن اليمني، وأمن المجتمع، وأمن العاصمة الجميلة والرائعة عدن.
أحييكم وأشد على أياديكم وأنتم تخوضون معارك البطولة للذود عن القيم النبيلة لشعبنا اليمني العظيم، في دفاعه عن نفسه ضد المليشيات الحوثية العنصرية السلالية الإيرانية. فتحية لكم وحدات وضباطاً وجنوداً حيثما كنتم في قرى ومدن وسواحل ووديان وصحاري الوطن الغالي.
لقد كنتم أيها الأخوة المناضلون الساهرون على أمن الوطن في مقدمة الأبطال الذائدين عن حياض الوطن والمواطن، المدافعين عن مقدرات الشعب ومكاسبه عن حياة المواطن وما يملك من مال وولد، فاستحققتم تعاطف المواطنين واحترامهم ومحبتهم، وإنني أرجو أن تواصلوا هذا النهج النبيل في حياتكم، وفي عملكم وفي تعاملكم مع شعبكم، إن تضحياتكم الكبيرة هي محل اهتمام دائم من قائدكم الأول القائد الأعلى المشير عبدربه منصور هادي ومواطني بلدكم.
فلتمضوا يا أبطال الأمن، حماة الاستقرار، أحفاد لبوزة وقحطان وسالمين وفتاح وعنتر ومصلح وشايع والسييلي وسعيد صالح وجعفر، على نهج الوفاء لشهداء سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ومايو العظيم، فلتمضوا ونحن معكم وإلى جانبكم دفاعاً عن الجمهورية والوحدة دولة اتحادية، ولتمضوا على ذات الطريق وذاك النهج وذات القيم والشعب اليمني كله معكم يساندكم في السراء والضراء، ويتعاطف مع شهدائكم، شهداء الوطن والحرية، شهداء المستقبل والعدالة الاجتماعية.
أيها الأخوة ضباط وقادة الأمن ورجاله
تعقدون اجتماعكم السنوي وبلادنا تمر بمرحلة دقيقة من تاريخها، وقد اخذتم على عاتقكم حماية الوطن وأمنه واستقراره، أن امننا منوط بجهودكم المشتركة مع زملائكم في القوات المسلحة، وإنني متأكد أنكم تدركون اليوم، وقبل غيركم قيمة السلام والاستقرار ومعناه في المناطق المحررة وخاصة في العاصمة المؤقتة عدن، فعدن هي رمز السلام، وهي مدينة الوئام، والمدينة التي احتضنت الزبيري والنعمان وأحفادهم القادمون إليها من كل مكان في يمننا الحبيب.
كما أنها مدينة المقاومة الوطنية الباسلة، ورجالها الأبطال الذين تصدوا للجحافل الحوثية، المدينة التي لقنت العصابات الانقلابية دروساً في التضحية، ومرغت بأنفها الأرض عندما ظنت أن عدن سهلة المنال، فدُحرت وهُزمت في عدن، وكان ذلك بداية الهزيمة في كل أنحاء اليمن، تحية لمقاومة عدن، وتحية لرجالها المغاوير الأبطال، في هذه المناسبة وفي كل مناسبة.
وتحية لكم جميعاً، ومن تمثلون من رجال الأمن وأنتم تواجهون الصعوبات وتقاومون الطغاة، وتقاومون الإرهاب وخلاياه، وعناصره الإجرامية، فتضحياتكم لن تذهب هدراً، فكل شهيد استشهد في مواجهة الإرهاب إنما استشهد دفاعاً عن الآلاف من أبناء الوطن وعن الوطن، سوف تنتصرون وينتصر معكم الشعب اليمني على هذه الآفة الخطيرة، وفي قابل الأيام سوف تعزز جهود القوات المسلحة والأمن في مواجهة الإرهاب.
لقد لفت انتباهي شعاركم (إعادة بناء وزارة الداخلية على أسس وطنية) هذا الشعار وحده، هو رسالة عميقة لكل وطني غيور على أرضه ووطنه وشعبه، لقد اخترتم وتبنيتم نهجاً صحيحاً، وأسلوباً في العمل يقوم على إحياء العمل بالقانون والنظام. فالشعوب لا تحيا إلا في ظل القانون، ولا تنمو إذا ضاع النظام. طبقوا القانون، في كل الاوقات والأزمان، طبقوه على الكبير والصغير، والقوي والضعيف والغني والفقير. وحينها ستجدون الشعب كل الشعب يقف مؤازراً لكم ومدافعاً عنكم، كما تدافعون عنه.
إننا ننتهز هذه المناسبة في حضور هذه الكوكبة من أبطال الأمن والقوات المسلحة وقادة المقاومة وأهل الفكر والسياسة، لنقول لإخوتنا جميعاً أينما كانوا، وعلى أي وجه كانوا، السلام والاستقرار غايتنا، والأمن أمن عدن، وأمن اليمن أمن المواطن والوطن هدفنا، عدن حاضرتنا التي تنشد الأمن والأمان، وترنوا وتتطلع لمستقبل زاهر لا يتحقق ألا في ظل الاستقرار،  لنسعى لسلام وأمن دائم في عدن، فهي واجهتنا للعالم، السلام والأمن أولاً، والسلام والأمن ثانياً، والسلام والأمن دائماً.
أيها الأخوة الأبطال قادة الأمن والقوات المسلحة، قادة المقاومة ورجال السياسة، عدن تسعنا جميعاً على اختلاف مشاربنا، على تنوعنا السياسي والحزبي وحتى المناطقي والمذهبي، وأكثر من ذاك تنوعنا الديني والعرقي، القبول ببعضنا البعض دون عنف سبيلاً لبناء الاوطان، وتشييد العمران، لا تقدم في ظل الاضطراب والفوضى، علينا أن نمنح عدن فرصة لالتقاط الأنفاس، واستعادة المكانة التي كانت عليها في العقود الماضية.
عدن مدينة التجارة والصناعة والسياحة والسياسة المنفتحة على الآخر المُختلف، وهي عاصمة اليمن اليوم، أتيحت لها فرصة تاريخية نادرة فلا تضيعها، وتحقيق هذه المكانة الاقتصادية والتجارية والريادية بين مدن اليمن لا تأتينا طائعة، بل أن علينا السعي لها. لأجلنا ولأجل أولادنا وأحفادنا، والمستقبل. وباختصار عدن هي مدينة الوحدة والتنوع، فإذا خرجت الحياة فيها على هذه القاعدة على هذه القيم اضطربت. لا يحكم أحدٌ بمفرده في عدن، ولنا في تاريخنا عبرة ودرساً.
أيها الأخوة حماة الأمن والأمان
سنعمل معكم وسنقف مع قيادتكم الجديدة لتحقيق التوصيات التي انتهى إليها تقريركم، سنعمل على استكمال بناء الوحدات الأمنية في العاصمة وبقية المحافظات المحررة، وصولاً إلى محافظات اليمن كلها، وسنهتم بكوادر ورجال الأمن تأهيلاً وتدريباً وبناءً. سوف تنتظم مرتبات والجيش قريباً، ونحن الآن ننتظر موافقة القائد الأعلى قريباً على مرتب شهر جديد. كما سنقوم بتحسين مستمر للغذاء والمهمات والتسليح لكافة الوحدات وأفراد القوات المسلحة والأمن، وصولاً نحو جاهزية مطلوبة وضرورية ونهتم على وجه الخصوص بالمقاتلين على خطوط النار، لهم هنا تحية حارة، وتعظيم سلام لبطولاتهم وتضحياتهم، وشجاعتهم وإقدامهم.
سنمكن قيادتكم من تنفيذ الخطط الأمنية، وقد تحدثنا إلى قادتكم بشأن الخطة الأمنية، والخطط الفرعية، ابتداءً من عدن. ووضعت محل المناقشة والتنفيذ بتعاون كل الجهات، وبالتنسيق مع أشقائنا في التحالف أشقائنا الذين يقفون معنا على خط النار ويبذلون ما بوسعهم مالاً ورجالاً ومواقفاً، فلهم هنا كل التحية والاحترام.
إن نجاح الخطط الأمنية مرهون بمدى قدرتكم على خلق علاقات متينة مع أفراد المجتمع وهيئاته ومنظماته، خلق حالة من الثقة والاحترام المتبادل. الشرطة في خدمة الشعب ليس شعاراً مؤقتاً بل شعارُ دائم فاحرصوا عليه، ولقنوه كل ضابط وجندي وكل نصير للشرطة والأمن، ينبغي أن نقرن أفعالنا بالأقوال.
وعلينا أن نجعل العلاقة قانونية بين الأمن وأجهزة التحري والبحث من ناحية والنيابة العامة والقضاء من ناحية أخرى، علينا أن نخضع أقوالنا وأفعالنا للقانون إن أردنا الخروج مما نحن فيه. أن حماية المواطن وحقوق المواطنة حقوق الإنسان بما هو إنسان ليست قابلة للتجزئة، ولا يجوز لأحد منا أن يأخذ بها اليوم، ويتركها غداً أن يعطيها لهذا ويمنعها عن الآخر. لليمني حقوق لا تنتهك ولا تمس، كما للإنسان ذات الحقوق، فاجعلوها جزءاً من عقيدتكم العسكرية والأمنية. يجب أن تتوقف الانتهاكات في نقاط التفتيش، وأن يعامل المواطن بما يستحق من الاحترام. يجب أن تتوقف الأخطاء فوراً ودون شرط، فهي خطيئة تطرح اليوم في مجلس الأمن ويتم مناقشتها، دون أن يدرك البعض مدى فداحة ما يفعل ليس قائداً حقيقياً من يجهل هذه الحقوق، وليس قائداً حقيقاً من لا يدرك أن هذه الحقوق واجبة التنفيذ ملزمة لكل قائد ورجل دولة وموظف.
أيها الأخوة..
لقد تمكنا بقيادة الأخ الرئيس ودعم سخي من المملكة وقيادتها الحكيمة من وقف التدهور المريع الذي عاشه الريال اليمني واقتصاد البلاد خلال الأيام الماضية، وكانت تلك عاصفة إنقاذ اقتصادية من الملك سلمان، تجاه شعبنا وبلدنا، ولفتة كريمة، تلتها قرارات دول مجلس التعاون الخليجي بتسريع عمليات الإغاثة وتكثيفها، وبإذن الله سوف تصل شحنات من المشتقات النفطية للكهرباء قريباً، وسوف تتحسن بشكل عام الخدمات، وسوف يعود سعر صرف الريال تدريجياً إلى حالته، وسوف يتعافى نهائياً من أزمته، إننا نحتاج الآن للسلام أكثر من أي وقت مضى.
أيها الإخوة،
علينا ألا ننسى أبداً أننا في حالة حرب مع عدو غاشم، عدو لا يفرق بين شمالي أو جنوبي، ولا يعرف معنى للوطنية، عدو يسعى للسيطرة، وإن بدا للبعض منا أنه يقاتل غيرنا، لنتذكر أن هذا العدو لم يتوقف في حاشد وعمران، واحتل صنعاء وتعز وإب وذمار، ويقاتلنا ويقتل أهلنا في تعز والبيضاء ومأرب والجوف، كما اقتحمت جحافله عدن وكثيراً من المحافظات لقد دمرت هذه العصابات كل شيء وقتلت دون تمييز، ولولا نجدة أخوية وعاصفة حزم سلمانية، وهلة عربية لكان وصعنا مختلفاً. سكراً باسمكم لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، وشكراً لقادة الإمارات لدورهم الريادي الفاعل والمتميز بالحضور القوي، شكراً لكل العرب في الخلية وفي وادي النيل وفي مشرق الوطن ومغربه.
سينهزم الحوثيون عاجلاً أم آجلاً لأننا أصحاب حق، ودعاة سلام، وسينتصر جيشنا المغوار، تحية لأبطالنا في جبهات القتال، وتحية إجلال وإكبار لشهدائنا الأبرار. شهداء الأمن والقوات المسلحة والمقاومة والشعب اليمني كافة، سنرفع باستمرار من مستوى اهتمامنا بأسر الشهداء، وسنعمل دوماً على تحسين وضع الجرحى والمعاقين منهم الذين أصبحوا يحصلون على راتب منتظم وبتوجيه من فخامته، وجهنا اليوم باستيعاب من بقي منهم خارج إطار الجيش والأمن.