توفي الصحفي والمدون اليمني الشهير، محمد عبده العبسي، مساء أمس الثلاثاء بالعاصمة اليمنية صنعاء، في ظروف غامضة، وسط تأكيدات مقربين منه بأنه مات مسمومًا، على عكس ما أعلن عن أنه توفي بسكتة قلبية.
وقالت مصادر في العاصمة صنعاء لـ “المسار” إنه تم تأجيل دفن الصحفي العبسي حتى تتم عملية تشريح الجثة بطلب من أسرته، وأكدت المصادر توجه مجموعة من الصحفيين اليمنيين، بينهم مندوب لنقابة الصحفيين، إلى مكتب النائب العام لإخراج تصريح بتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة الحقيقية.
وأكد الكاتب الصحفي وائل جميل، أن العبسي “لم يمت بسكتة قلبية كما يظن البعض، بل مات مسمومًا، وقال “أحد أقاربه أخبرنا أن محمد ذهب ليلة أمس برفقة صديق لتناول وجبة العشاء في أحد المطاعم. وتم نقله بعدها بساعات الى مستشفى القاهرة هو وصديقه، ولشدة السم وعدم قدرته على المقاومة توفي محمد، بينما يرقد صديقه في العناية المركزة”.
وكان الراحل قد كتب مرارًا عن تلقيه تهديدات جدية بالقتل من قبل جهات أمنية نافذة تابعة لميليشيا الحوثي والمخلوع صالح بسبب تصريحات صحفية ولقاءات تناهض انقلاب الحوثي وصالح، خاصة بعد عودته لصنعاء والاستقرار بها، وأبلغ العبسي في الأسابيع الماضية مقربين له عن تلقيه لتهديدات جدية بالقتل وان حياته في صنعاء صارت مهددة بالفعل.
وعرف عن العبسي أنه أبرز صحفي استقصائي عمل بالصحافة الاستقصائية باليمن وفاز بجائزة في هذا المجال قبل عامين، ونشر في مدونته الشهيرة ملفات خطيرة حول فساد مؤسسات الحكم في اليمن خاصة في صفقات الغاز والنفط.
وأسس مع آخرين من المجتمع المدني تحالفًا لمناهضة صفقة بيع الغاز في اليمن التي تعد أكبر صفقات الفساد الشهيرة لنظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، كما عرف عن الراحل كشفه لملفات حساسة وخطيرة، تخص وزارة الدفاع اليمنية، ومنها صفقات الأسلحة وبيعها في اليمن.
ويتهم صحفيون يمنيون أجهزة الأمن التابعة لمليشيا الانقلاب في صنعاء بتصفية العبسي تنفيذًا للتهديدات التي كشف الراحل مرارًا عن تلقيها صراحة، مذكرين بحالات عدة حدثت في صنعاء وتحمل نفس بصمات الأجهزة الأمنية التابعة للحوثي والمخلوع صالح أبرزها مقتل المذيعة جميلة جميل وبنفس الملابسات الغامضة.
وحاول المدون الشهير تجنب الأضواء خلال الثلاثة الأشهر الماضية وأعلن عن زواجه وجمد نشر ملفات وعد بنشرها عن فساد في مؤسسات مسؤولة عن صفقات التسليح في اليمن حتى أعلن فجأة عن وفاته يوم أمس بشكل مقتضب وصمت مطبق من أقربائه.