تسعى عصابة الحوثي لاستغلال فرصة انتشار فيروس كورونا لمزيد من الحشد إلى جبهات القتال وتحفيز الناس على الالتحاق بها . استفادت من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد هدنة ، فكثفت من هجومها على قوات الشرعية ، ولم تلتزم بالهدنة الإنسانية التي دعت إليها الأمم المتحدة.
تدرج خطاب الحوثي من الاستهتار بالفيروس إلى الإعلان عن اكتشاف علاج له . في بداية ظهور الفيروس أبدت هذه العصابة نبرة شماتة واضحة وزعمت أن أرضا فيها عبد الملك الحوثي لا تصيبها الأمراض متجاهلة أنها أكبر علة أصابت اليمن واليمنيين . كان الهدف من إخفاء إنتشار الفيروس رفع الروح المعنوية لعناصرها واستقطاب أكبر عدد ممكن من المقاتلين الجدد.
في الوقت الذي كانت جائحة كورونا تعصف بالعالم ، تاركة الغالبية العظمى من البشر في حالة من الارتباك وعدم اليقين بشأن سبل التعامل مع العدوى وآليات الوقاية والعلاج والدعوة إلى العزل والتباعد الاجتماعي الذي فرضته هذه الأزمة ، أخفت عصابة الحوثي المعلومات وتركت الناس يخالطون بعضهم البعض خوفا من امتناع الناس من الذهاب إلى جبهات القتال ، فيما لو أقرت بانتشار الفيروس.
ولم تكتف بحجب المعلومات عن الناس ، بل أطلقت الفتاوي والدعاية الإعلامية لحشد الناس إلى الجبهات والتجنيد بحجة أن إنضمام الناس إلى جبهات القتال هو السبيل الوحيد لعدم الإصابة بالمرض ، بل إن الموت في جبهات القتال خير من الموت بفيروس كورونا كما تموت الأبقار في مرابطها . ومن المفارقات أن يموت شفيع ناشر المروج لهذه الفكرة متأثرا بفيروس كورونا في بيته وليس في الجبهة.
وبعد أن انتشر المرض بشكل لا يمكن التستر عليه سارعت العصابة إلى الإعلان عن اكتشاف علاج له . جاء ذلك على لسان من يزعم أنه وزيرا للصحة في صنعاء . من المعروف أن شركات الأدوية الكبرى في العالم التي تمتلك إمكانات مهولة قد عجزت عن إكتشاف عقار للفيروس ، بينما هذه العصابة التي لا تمتلك حتى عقول تفكر بها تزعم أنها قد أنتجت عقارا سيتم تداوله قريبا.
هناك من يرجع جرأة هذه العصابة على الإعلان عن مثل هذه الكذبة إلى أمرين اثنين : أولهما أن هذه العصابة تريد أن تبيع الوهم للناس لامتصاص ما تبقى لهم من مال . والأمر الثاني يتعلق بدفع الناس إلى المستشفيات حتى يتم التخلص منهم بالطريقة التي بدأ أغلب الناس يتحدثون عنها ، وهي إبرة الموت . هناك شهادات عدة لأقرباء مصابين تؤكد أن أقرباءهم تلقوا إبر توفوا بعدها مباشرة.
خلاصة القول إن البشرية تواجه عدوا مشتركا يتمثل بفيروس كورونا ، بينما اليمن هناك عدو آخر يتمثل بعصابة الحوثي الإرهابية ، فهي تشكل خطرا ليس على اليمنيين فحسب ،بل على البشرية ككل . فهي امتداد لإيران وحزب الله وبقية الجماعات الإرهابية التي تعيش على ثقافة الموت . ومثلما اعتبرت ألمانيا والنمسا حزب الله جماعة إرهابية ، نتوخى أن تتعامل مع عصابة الحوثي بنفس الطريقة.
لقد افتقد الناس الحياة الكريمة في صنعاء ، وسيطرة رائحة الموت على أركان البيوت والمستشفيات في كل لحظة وساعة وكل حين ، إذا لم يتم التخلص من هذه العصابة الإرهابية . على كل من يشتبه بكورونا أن يعزل نفسه في بيته ويستخدم التباعد الاجتماعي والتعقيم المستمر ، لأن الذهاب إلى هذه العصابة يعني الذهاب إلى الموت.