عام من الحزم والعزم

- ‎فيكتابات

قبيل انطلاق عاصفة الحزم بنصف ساعة، اقتحمت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية مكتب مؤسسة أثير ميديا، ومكتب إذاعة وديان التابعَين لي في مدينة الحديدة غرب اليمن. حينها تواصلت تليفونيًّا مع أحد شيوخ قبيلتي، وهو زميل وصديق، وأبلغته بالحادثة؛ ليتصل بي بعد نصف ساعة وهو يرى قوة العاصفة تدك خراب الحوثيين، ويقول لي: ما هو السر الذي بينك وبين الله فاستجاب لك الدعاء سريعًا ونصرك؟

قلت له: بل ما هو السر بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه – الذي وفقه وأيَّده في هذه اللحظات التي ضاقت فيها الأرض بما رحبت على اليمنيين، وأظلمت أوضاعهم، لتشرق ليلتهم بعاصفة الحزم. لينبري مناصرًا وسندًا لليمن وشعبها؟.

إنه التوفيق الإلهي؛ فإن الله إذا أحب عبدًا استعمله – كما في الحديث الشريف – وأيُّ حُبٍّ أعظم من أن يوفق الله ملك الحزم والعزم لنصرة المظلومين، وإعادة الحق إلى منصته. وإبطال الباطل.

عامٌ من العزم… تمكَّنت فيه القيم وانتصرت فيه المبادئ.

عامٌ من الحزم… كانت القوة هي كيمياء معادلة التوازن، ووضع الحد للطغيان والفساد والدم والدمار.

عامٌ من الإرادة والتحدي… أُسقطت فيه الرهانات الخاسرة والمؤامرات الفاجرة في حق الأمة وشعوبها وقضاياها وأمنها واستقرارها.

عامٌ من الإرادة والنجاح… انتهت أحلام إيران في تمزيق كتلة الأمة واختراق بنيتها باستغلال الأقليات الدينية والطائفية والإثنية في نسف معاقلها وزلزلة استقرارها.

عامٌ من العزم والحزم والإرادة… كان مضمارًا لسباق الفعل المؤثر وصناعة الأحداث العادلة في مسارات العمل العسكري والأمني والإنساني والاقتصادي والسياسي والدبلوماسي الذكي النشط والسريع المتوازن.

ففي ذات اللحظة التي يقف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بصلابة في مساندة الشرعية اليمنية، ومؤازرة الشعب اليمني عسكريًّا وعملياتيًّا وتماشيًا مع استحقاقات الأوضاع وواقع الحال، يتزامن الأداء التكاملي بالعمل الإنساني لمركز الملك سلمان للأعمال الخيرية، وفي ذات الوقت يتم بناء جيش وطني يمني كواحدةٍ من أهم الأجندات التي يوليها التحالف العربي الاهتمام… والأهم من ذلك الأداء الدبلوماسي والسياسي الذي نجح في تنظيم اصطفاف إسلامي ودولي إلى جهة الموقف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى السعودية في بناء يمن آمن مستقر موحّد بإذن الله.

إنها الإمكانية الباذخة في اختيار المجد… واعتلاء عظمة التاريخ.

شكرًا ملك الحزم والعزم والإرادة والإدارة سلمان.

شكرًا مملكة الخير.

  * عضو المجلس الأعلى لإسناد المقاومة في إقليم تهامة