الحوثيون وصالح يهدّدون «السلام».. وإيران في دائرة الاتهام

- ‎فيأخبار اليمن

قبل أن تنطلق «مشاورات السلام اليمنية» في الكويت، أطلق الانقلابيون النار عليها، مثلما خرقوا وقف إطلاق النار الذي بدأ منذ ليل الأحد في أكثر من مدينة يمنية، ممتنعين عن الحضور الى الكويت في الموعد المحدّد أمس لانطلاق المفاوضات، في خطوة تراوح تفسيرها لدى أوساط وفد الحكومة اليمنية الذي وصل الى الكويت أول من أمس، بين خلاف بين الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وبين قرار إيراني بتفجير هذه المفاوضات رداً على قرار منظمة التعاون الإسلامي إدانتها بالإجماع في قمة اسطنبول، مع العلم أن مساعد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي كان توعّد دول المنظمة بأنها «ستندم» نتيجة هذا القرار.

وإذا كانت محاولات إقناع وفد الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام بالحضور الى الكويت باءت بالفشل حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، فإن مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد واصل اتصالاته من الكويت مع الحوثيين، وسط أنباء عن «أمل ضئيل» في النجاح بهذه المهمة، نظراً الى ضغط صالح المستمر على الحوثيين لعدم المشاركة الذي عزته مصادر يمنية الى خشية الرئيس اليمني السابق من تهميشه في المفاوضات العتيدة أسوة بما جرى في المفاوضات السابقة التي مهّدت لاستحقاق الكويت.

وأفادت مصادر متابعة هنا «المستقبل» أن ممثلين عن الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام أبلغوا المبعوث الأممي رفضهما الحضور الى الكويت بسبب ما أسمياه «اختراق وقف إطلاق النار جواً من طائرات التحالف وبرّاً وبحراً من قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي»، رغم أن وفد الحكومة اليمنية أكد التزام التحالف والقوات الشرعية بالهدنة متهماً الانقلابيين بخرقها من أجل «تحسين شروطهم السياسية أو تعديل أجندة الحوار العتيد القائم على أساس القرار 2216 ومخرجات الحوار الوطني». وأضافت مصادر الوفد لـ»المستقبل» أن الجانب السعودي سلّم الحوثيين، في الساعات الماضية، 30 شخصاً في إطار الالتزام بعملية تبادل الأسرى حسب اعتراف الناطق باسمهم محمد عبد السلام.

وقال ناطق باسم الحكومة اليمنية إن تأخر وصول الوفد المشترك إلى مفاوضات السلام مرده خلافات بين جماعة الحوثي وعلي صالح، مشيراً إلى أن انتظار الوفد الحكومي لممثلي الانقلابيين لن يطول إلى ما لا نهاية.

إلا أن الحكومة اليمنية جددت تصميمها على إنجاح المحادثات. وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي إن «الاتصالات لا تزال مستمرة لإقناع ممثلي الانقلابيين بالمشاركة، حيث لم يُعرف حتى الآن مدى جديتهم في الحضور إلى المحادثات، إننا باقون في الكويت حتى تُعقد المشاورات من أجل حقن دماء اليمنيين«.

وكان المبعوث الأممي أعلن بعد ظهر أمس «تأخير» المشاورات الى أجل غير محدّد، عازياً السبب الى «مستجدات» لم يحدّد طبيعتها. لكنه شكر وفد الحكومة اليمنية «لالتزامه ووصوله في الوقت المحدّد»، متمنياً «ألاّ يفوّت أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام هذه الفرصة التي قد تنقذ اليمن»، في إشارة حمّل فيها ضمنياً الانقلابيين مسؤولية العرقلة. ودعا الأطراف الى «تحمّل مسؤولياتها بجدية»، واصفاً الساعات القليلة المقبلة بـ»الحاسمة».