تهامة برس15 نوفمبر 2016

بين زحمة المواقع الإخبارية والقنوات ووكالات الأنباء ومصادر نقل الخبر المختلفة وجدت صفحات شخصية لناشطين يمنيين نفسها تتصدر المنافسة في تغطية الخبر ونقله إلى الآلاف إن لم يكن عشرات الآلاف من المتابعين والمشتركين عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

نشاط دؤوب لايتوقف في نقل الخبر صباحا ومساء، وتغطية تتسم بالمواكبة لجديد الأحداث أولا بأول، وإحضار للمعلومة بما يحقق السبق الإخباري .. إضافة إلى المتابعة الفاحصة لما ينشر عبر وسائل الإعلام المختلفة من قنوات وإذاعات ومواقع يمنية وعربية وعالمية ونقله للمتابعين.

ورغم أن هذا النشاط الفردي كان سببا في تعريض أصحابه للملاحقة والتهديد والتشرد، إلا أن نشاطهم استمر دون توقف، ما دفع “آي إن أي” للتساؤل عن السبب الكامن وراء هذا النشاط، وكيف استطاع هؤلاء الوصول إلى عشرات الآلاف من المتابعين، وماهي الأحداث التي أوجدت الحضور لصفحاتهم وقنواتهم الاجتماعية، وهل هناك فائدة من وراء هذا النشاط؟

تهديد حياتي وإيقاف راتبي
يجيب عبدالحفيظ الحطامي عن تساؤلات “آي إن أي” بالقول: “لافائدة من نشاطي هذا عدا تهديد حياتي وإيقاف راتبي وحرماني من أعمالي وتضرري جراء توقف أجور الأعمال الصحفية الأخرى، وأصبح ما أقوم به من أعمال صحفية هذه الأيام لايكفي على الأقل لمتطلبات أسرتي وأطفالي”.

يدير عبدالحفيظ الحطامي صفحات تواصل إجتماعية متعددة عبر الفيسبوك والواتس آب والتلغرام، وتحظى هذه الصفحات بمتابعة الآلاف، وتحمل اسم “#الحطامي_عاجل”، يقوم من خلالها بنقل الأخبار العاجلة أولا بأول من مختلف المحافظات اليمنية.

لا تتوقف تغطية #الحطامي_عاجل للأحداث ليلا ونهارا، ومن النادر جدا أن تجد تأخرا في نقل الحدث، كما من النادر جدا أن تزور صفحاته الاجتماعية خصوصا التلغرام والواتس آب دون أن تجد جديدا عن أخبار اليمن وخصوصا أخبار القتال الدائر في هذا البلد منذ أكثر من عام ونصف العام. ويدرك المشتركون في الواتس آب والتلغرام حجم الكم الهائل من التدفق الإخباري الذي يتم تداوله عبر خدمة #الحطامي_عاجل.

يؤكد الحطامي في حديثه لـ”آي إن أي” أن نشاطه بدأ فرديا إلا أنه ومع مرور الأيام واتساع دائرة الاهتمام بما ينقله عبر صفحاته الاجتماعية، وجد إلى جانبه زملاء يساعدونه في فنون المونتاج والتصوير والتحرير والمراسلات الصحفية.

وبحسب الحطامي فإن الدافع من وراء هذا النشاط هو “مهني بحت”، فهو بتأكيده يعمل منذ 16 عاما في حقل الصحافة بانواعها (الورقية والالكترونية والتلفزيونية)، ولديه مئات الأخبار والتقارير والتحقيقات والحوارات والاستطلاعات الصحفية التي يحتفظ بالكثير منها في مواقع اليوتيوب والواتس آب والتيليغرام والفيس بوك إضافة الى الصحافة الورقية.

كيف وصل؟
يبلغ عدد المشتركين في قناة #الحطامي_عاجل على التلغرام أكثر من 12 ألف مشترك رغم حجب التلغرام في اليمن منذ أشهر، والذي تسبب في تراجع عدد المشتركين لكل القنوات اليمنية، كما يحظى عبدالحفيظ الحطامي – حسب تأكيده – بمتابعة 30 ألف متابع عبر الفيسبوك، و50 ألف عبر الواتس آب.

وتعتبر هذه الأرقام في بلد كاليمن أرقام مرتفعة إذا ما قيست برداءة خدمات الإنترنت واتساع مساحة الأمية إضافة إلى غياب الكهرباء والذي تسبب في حرمان معظم اليمنيين من متابعة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

ووفق الحطامي فإن اهتمامه بالخبر ونقل المعلومة خصوصا فيما يتعلق بقضايا الحقوق والحريات، وقضايا الانتهاكات، وقضايا المواطنين، وملفات الفساد وغيرها، جعلت صفحاته الاجتماعية محل متابعة واهتمام واسع. ولم يغفل الحطامي دور العلاقات الجيدة التي يتمتع بها في اتساع دائرة المتابعين له بتأكيده.

ويشير الحطامي في حديثه إلى قضايا ركز عليها وكان لها أثرا واسعا في ازدياد عدد المتابعين له من أبرزها قضايا السجون الخاصة في تهامة إذ حظيت هذه القضية باهتمام واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى ملفات فساد في الحديدة، وعمليات القمع حيث حظيت هذه القضايا باهتمام وتناقل واسعين سواء على مستوى وسائل التواصل الإجتماعي أو على المستوى الإعلامي.

مضايقة وتهديد ثم اقتحام ونهب
هذا النشاط الذي دأب عليه الحطامي منذ أعوام بقدر ما أسهم في تغطية الأخبار للآلاف من المتابعين إلا أنه في المقابل لقي بسببه مضايقة واسعة وصلت حد التهديد بالقتل والتصفية وإطلاق الرصاص عليه.

وبحسب الحطامي فقد تلقى 59 تهديدا معظمها موثقة في المواقع الإخبارية وتقارير المنظمات الحقوقية والصحفية، منها حالات اطلاق رصاص واحتجاز حريات وتهديد بالتصفية والملاحقة ونهب الكاميرا وتهديد مباشر وتكفير.

ولم يقتصر الأمر عند ذلك، فقد تلقى أيضا ضغوطا كبيرة لإيقاف نشاطه، واقتحام منزله ومصادرة أدواته الصحفية وتكسيرها وتهديده بالقتل والتصفية واختطاف أقارب له مما اضطره لتغيير مواقع تواجده وتشرده مع أطفاله بسبب الملاحقة.

أحداث عمران أوجدتني
وفي صنعاء ناشط آخر وجد طريقه نحو “الخبر الصحفي” منذ 2013 ، لكن أحداث عمران قبل سيطرة الحوثيين عليها كانت النشاط الأكثر الذي أوجد منصور الفقيه إلى الواجهة كمصدر من مصادر تغطية الأحداث هناك.

يقول منصور الفقيه لـ”آي إن أي” “أحداث عمران كانت أبرز الأحداث التي وجدت من خلالها صفحتي وما أنشره تناولا واسعا واهتماما إعلاميا، خصوصا منها الانتهاكات التي ارتكبت من قبل مسلحي جماعة الحوثي والتي كانت تمارس بشكل يومي على رأسها الاختطافات والاعتقالات والتعذيب وتفجير المنازل واقتحام المدارس والمؤسسات الحكومية.

ويؤكد الفقيه أن قضايا الحقوق والحريات تمثل النشاط الأبرز له وهو يتناولها بشكل يومي، ويتم تداولها عبر وسائل الاعلام المحلية والدولية، وغالبا ما يتم التواصل معه بهدف الاستيضاح من بعض القضايا لرصدها لدى المنظمات، إضافة إلى نشاطه الإخباري في تغطية أحداث جبهات القتال منذ انطلاق عاصفة الحزم.

لم يعد منصور الفقيه في صنعاء فقد تسبب نشاطه الزائد في تغطية الأحداث وانتهاكات حقوق الإنسان إلى تشرده بعد أن لقي من التهديدات والمضايقات الكثير، حتى وصل الأمر إلى اقتحام منزله وسرقة محتوياته ومضايقته في منطقته ومراقبة تحركاته.

ويؤكد منصور الفقيه أن ما تعرض له من تهديدات وانتهاكات أثرت بشكل كبير في تقليص نشاطه، وأيضا في عمله ومهمته، وتسببت في إلحاق الأذى بأهله وأقاربه.

آلاف المتابعين
نتيجة للمتابعة العالية لصفحة منصور الفقيه فإنه كان يتلقى كثيرا من الطلبات من بينها طلبات إعلانية لنشرها عبر صفحته، إلا أنه وفق تأكيده آثر الالتزام بنقل المعلومة والخبر الذي يخدم وطنه وأهدافه.

ويؤكد منصور الفقيه أنه ونتيجة لحفاظه على نهجه في نقل الخبر والمعلومات والتقارير الخبرية فإن صفحته حظيت بمتابعة واسعة جدا حيث يصل عدد المتابعين له في الفيسبوك أكثر من 49 ألف متابع، و5000 صديق، كما أنه مشترك في 186 مجموعة واتس آب، ويقوم بإرسال 22 رسالة جماعية يوميا إلى جميع هذه المجموعات.

وبحسب الفقيه فإن مما ساهم في ازدياد عدد المتابعين له هو حرصه على إيصال المعلومة أولا بأول دون تأخر، إضافة إلى تحري قدر كبير من الدقة في نقل المعلومة وهذه كلها جعلت له متابعين كثيرين اهتموا بما ينشره بحسب ماقال.

أما الفائدة التي جناها من هذا النشاط فيقول منصور الفقيه إن لا فائدة مادية وراء اهتمامه هذا بقدر ماهو حب ورغب شخصية في العمل على تقديم خدمة إخبارية للمجتمع ووسائل الإعلام ووسائل التواصل.

لكن منصور الفقيه يرى فائدة أخرى قال إنها كبيرة تتمثل في أنه تمكن من تقديم خدمات عدة لآلاف اليمنيين من خلال نشاطه هذا، فقد استطاع – بتأكيده – إيصال أصوات الآلاف من اليمنيين الذين تعرضوا للظلم جراء الحروب المستعرة.

ويذكر الفقيه مثالا واحدا على تأثير نشاطه في تغطية الأخبار هو قدرته على جلب مساعدات إنسانية لمئات النازحين في البيضاء عندما كانت جماعة الحوثي تحاول السيطرة عليها في 2014، إضافة إلى فضح جرائم الاختطاف والتعذيب وإيصال رسائل أولئك المختطفين للعالم.

باختصار
من خلال ماسبق يتضح أن الإهتمام بقضايا الحقوق والحريات وتغطية أخبار الانتهاكات وقضايا الفساد، كانت البداية والسبب الرئيسي في زيادة المتابعة لصفحات الناشطين عبدالحفيظ الحطامي ومنصور الفقيه.

كما يتضح أن هذا النشاط تسبب في تعرضهم للمضايقة والتشرد من منازلهم مع أسرهم وتعرضهم للنهب والسرقة، أضف إلى ذلك عدم وجود استفادة مادية من وراء هذا النشاط.
فؤاد عبدالرحيم

No more posts

No more posts

Breaking News
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept