جاء تأكيد وزير الشؤون الإسلامية السعودي صالح آل الشيخ، أن الدعوات التي تطلقها إيران من وقت إلى آخر؛ بهدف تحقيق الوحدة الإسلامية، ليست سوى “شعارات جوفاء”، لطمة أخرى في وجه رموز نظام الملالي.
مازالت طهران تسعى لتصدير فكرها المضطرب للبلاد المجاورة على أمل الإخلال بالوحدة وشق الصف الإسلامي. “ثورة” التخريب في العراق وسوريا ولبنان مستمرة، والقابعون على كراسي الحكم في طهران يحلمون بفرض سيطرتهم على المنطقة بأكملها.
إذا كان ملالي طهران لا يعلمون، فلعلنا نذكرهم. أسس نظامكم أصبحت مهترئة ومهتزة من فعل الصدمات المتتالية التي تتعرضون لها، والتي لا بد أنها أربكت حساباتكم.
الشيخ جعفر الربح دعا الأسبوع الماضي في القطيف إلى الاستنفار الديني والاجتماعي لتشكيل رأي عام مضاد لمواجهة الأعمال الإجرامية الشاذة والمستنكرة التي يعاني منها المواطنون في بلدة العوامية في شرق السعودية. كذلك فإن خطباء وأئمة الجوامع في مختلف مناطق السعودية نددوا بجرائم الحوثيين البشعة ضد أبناء الشعب اليمني، ومحاولة الانقلاب على الشرعية اليمنية وتهديد أمن واستقرار اليمن الشقيق.
ربما استطاع ملالي إيران تمرير بعض الأجندات الخفية المشبوهة على الحكومة الأميركية السابقة، وربما حققوا بذلك دعم الحوثيين وتمرير الأسلحة لحزب الله بهدف نشر الفوضى في المنطقة. ولكن العالم اليوم أصبح أكثر صرامة مع طهران، وخاصة بما يتعلق بتطبيق الاتفاق النووي. لن يقدم العالم أي تنازلات لطموحات إيران التوسعية، لن يسمح العالم لطهران بانتهاك الاتفاقيات الدولية، أو تزويدها للحوثيين بالأسلحة لضرب السفن السعودية والإماراتية.
سعت إيران لزرع الخوف في المنطقة واختبار صلابة العالم تجاهها، فأطلقت صاروخا باليستيا ارتد عليها. ها هي ثلاث عشرة شخصية واثنتا عشرة شركة إيرانية تنال نصيبها من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن، في تحرك أولي قد تتبعه تحركات أخرى لن تكون أقل صرامة (إذا صَدَق البيت الأبيض) مما تم اتخاذه حتى الآن.
ورغم أن وزير الخارجية الإيراني “الظريف” محمد جواد ظريف أكد أن بلاده لا تعبأ بالتهديدات الأميركية، إلا أن واشنطن أكدت أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة. إيران ردت بإجراء تدريبات عسكرية بإقليم سيمنان بوسط البلاد، شملت اختبار أنظمة رادار وصواريخ ومراكز قيادة وتحكم وأنظمة حرب إلكترونية بعد يوم من فرض العقوبات عليها.
ملالي الفرس الصفويون يسعون لمحاربة المشروعات التنموية، أكبر دليل على ذلك أنهم لم يظهروا أي نية برغبتهم بالسلام في المنطقة. العكس هو الصحيح، فطهران تدعم الحوثيين الذين يذبحون المسلمين في اليمن، بل هاجمت عصابة من الجماعات الإرهابية الموالية لطهران سفينة سعودية بالبحر الأحمر الأسبوع الماضي، ضاربة بعرض الحائط كل فرص التوصل إلى حل سلمي مع دول الخليج العربية.
لا شك أن طهران استفادت كثيرا من انكفاء باراك أوباما الذي سمح لها باحتلال العراق وسوريا ولبنان، والتدخل في البحرين واليمن. ولكن العالم لن يستمر بالتسامح مع الاستفزازات الإيرانية، وحان الوقت لعزل فكر الملالي وانتهاج سياسة أكثر جرأة ضد طهران. هذا لا يعني أنه ليس بالإمكان إيجاد حل سلمي لهذه المعضلة مع العقلاء في إيران. إلى أن يحين ذاك الوقت، إعادة خفافيش طهران إلى جحورها أصبحت ضرورة إقليمية وعالمية.
(العرب)