أكّد الرائد في القوة الجوية العراقية، عباس الخزامي، في تصريح صحفي، إن “طائرة بدون طيار تابعة للتحالف قصفت بصاروخيين موقعًا يتخذه مقاتلو “داعش” مقرًا لسكنهم في قرية العلولية شرقي مركز قضاء تلعفر، غرب الموصل”، مشيرًا إلى أن القصف أسفر عن مقتل 12 مسلحًا بينهم مسؤول “كتيبة الانغماسين” في التنظيم، عبد العزيز عبد القادر الجحيشي، فضلًا عن تدمير أجزاء واسعة من الموقع المستهدف، وذكر أن “قيادة القوة الجوية تواصل تسيير طائرات الاستطلاع في سماء قضاء تلعفر، لجمع المعلومات عن أهداف التنظيم ومواقعه الاستراتيجية والتكتيكية وتحركات عناصره وقادته البارزين، وتقديم تقارير مفصلة إلى التحالف الدولي لتنسيق جهود الحرب ضد “داعش”.
وكشف الخزامي عن أن الأيام القليلة المقبلة “ستشهد زيادة في وتيرة الطلعات الجوية الحربية ضد أهداف “داعش” في قضاء تلعفر، في إطار خطة لتحرير القضاء من سيطرة التنظيم المتطرف”، ولم تعلن الحكومة العراقية عن موعد محدد بعد لبدء الحملة العسكرية في تلعفر، وفي 10 يوليو/تموز الجاري، أعلنت الحكومة تحرير الموصل من تنظيم “داعش” بعد معارك استمرت عدة أشهر.
وتوقّع قائد عمليات نينوى، أن تحقق القوات الأمنية انتصارا سهلا في المعركة المقبلة لاستعادة تلعفر معقل تنظيم “داعش” ، لأن هناك نحو ألفي مسلح يعانون الإجهاد وانخفاض الروح المعنوية، وبعد أقل من شهر من إعلان النصر في مدينة الموصل تستعد القوات العراقية لمهاجمة تلعفر التي تقع على بعد نحو 40 كيلومترا إلى الغرب من الموصل فيما ستكون المعركة الكبيرة المقبلة ضد “داعش”.
وقال اللواء نجم الجبوري، إنّ “معركة تلعفر ما اعتقد راح تكون معركة كبيرة ومعقدة ، ما اعتقد. العدو منهك بشكل كبير، العدو محاصر منذ فترة طويلة، يتلقى غارات يوميا بالليل وبالنهار، سواء هذه الضربات من قبل قوات التحالف أو من قبل القوات الجوية العراقية”، وأضاف أن المعركة ستكون بسيطة بالمقارنة بالقتال العنيف لاستعادة الموصل الذي استمر 9 أشهر.
وقال الجبوري الذي كان رئيسا لبلدية تلعفر حين اجتاحها المسلحون قبل أكثر من عشر سنوات عن عناصر “داعش”، إنّه “أعرف من خلال تقارير استخبارية أنه معنوياتهم في الحضيض وأيضا يحاولون جهد الإمكان الهروب من تلعفر بكل الوسائل”، وقدر الجبوري أن هناك ما بين 1500 و2000 من عناصر “داعش” في تلعفر. وقد يشمل هذا الرقم بعض أفراد أسرهم الذين يساندونهم وقال “إحنا من خلال الاستطلاع الجوي من خلال بعض المعلومات، لأن هما يمنعون المدنيين، يعني ما يخلون أحد يصور مناطقهم، لكن أتصور أن عددهم ما يزيد على 1500 إلى 2000 مسلح”، وقال إن هذا عدد كبير لكن تضاريس الأرض في صالح القوات العراقية.
وتشبه منطقة السراي في تلعفر المدينة القديمة بالموصل التي اضطرت القوات العراقية للتقدم إليها سيرا على الأقدام عبر شوارع ضيقة. ويمكن التحرك في بقية أنحاء تلعفر بالدبابات والمدرعات، في اختلاف عن الموصل حيث احتجز “داعش” مئات الآلاف رهائن لإبطاء تقدم القوات العراقية، بيّن الجبوري أنه لا يزال هناك عدد قليل من المدنيين في تلعفر باستثناء عائلات عناصر “داعش”.
وأفاد الجبوري بأن من المتوقع أن تواجه القوات العراقية تفجيرات وقناصة وألغاما. وأضاف أنه على الرغم من أن المتطرفين محاصرون فإنه لا توجد علامات على تناقص مخزوناتهم من الذخيرة، وأضاف أن “الكثير من التركمان الأعضاء ب”داعش” من سكان تلعفر تمكنوا من الهرب بين المدنيين النازحين وفروا إلى تركيا حيث يمكن أن يندمجوا بين سكانها دون أن يلاحظ أحد”.
ويعتقد الجبوري أن بين عناصر “داعش” المتبقين الكثير من الأجانب من تركيا والجمهوريات السوفيتية السابقة وجنوب شرق آسيا ويقول إنهم محاصرون بعد أن قطعت القوات العراقية كل الطرق بين الموصل وتلعفر هذا العام، وقال قائد عمليات نينوى، إن كل ما تبقى هو تلقي الأوامر من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتنفيذ الهجوم ربما خلال أيام أو أسبوع أو اثنين، وتحمل المعركة المقبلة لاستعادة تلعفر أصداء من الماضي، فحين خفضت الولايات المتحدة وجود قواتها في شمال العراق بعد الحرب استغل المسلحون الفرصة واستولوا على معظم تلعفر عام 2005.
واحتمى الجبوري الذي كان رئيسا لبلدية تلعفر في ذلك الوقت بقلعة عثمانية يرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر كانت تهيمن على المدينة من على قمة تل في وسط المدينة في الوقت الذي هزمت فيه القوات العراقية والقوات الأميركية بقيادة الكولونيل إتش.آر مكماستر، المسلحين، وتحقق الاستقرار في المدينة واعتبر نهج مكماستر مخططا أوليا لاستراتيجية ناجحة من أجل التصدي للمسلحين لكن في السنوات التالية انزلقت تلعفر إلى العنف الطائفي مرة أخرى واكتسب المتشددون موطئ قدم من جديد، وقال الجبوري إنه اجتمع مع مكماستر الذي يشغل حاليا منصب مستشار الأمن القومي الأميركي قبل نحو شهر وإنهما بحثا مسألة تلعفر، وأضاف أن الوضع كان مختلفا مقارنا المعركة السابقة بالمعركة المستقبلية، واعتبر، إن “داعش” عدو أكبر مما كان عليه تنظيم القاعدة لكن القوات العراقية اكتسبت خبرة في السنوات الثلاث التي حاربت فيها “داعش”
وشدد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، على ضرورة التفريق بين المذهب الشيعي الأصيل وبين مذهب الخميني المتطرف الجديد، معلّقًا “أؤمن بأننا يجب أن نفرق بين المذهب الشيعي الأصيل ومذهب الخميني المتطرف الجديد”، وكشف في تغريدة ثانية أن التشدد السني والتشدد الشيعي لا يبني الأوطان والمجتمعات، مضيفا أن لغة الاعتدال والتسامح والحوار هي ما يجب أن تسود لتحقيق المصالح العليا.
وتأتي تغريدات السبهان، تزامنا مع زيارة رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، إلى المملكة هذه الأيام، بعد تلقيه دعوة رسمية، والتقى الصدر الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد في جدة مساء الأحد، واستعرضا العلاقات السعودية – العراقية، وعددا من المسائل المشتركة، ووصل زعيم التيار الصدري إلى المملكة العربية السعودية، يوم الأحد، وكان في استقباله وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، ويذكر أن آخر زيارة قام بها مقتدى الصدر للسعودية كانت في 2006.
وأكد النائب الأول للرئيس العراقي نوري المالكي، أنه لا يمكن السماح بوجود قواعد عسكرية أجنبية على أرض العراق، مبيّنًا أن التطرّف يحتاج إلى حرب عالمية، مضيفاً “الخلافات الخليجية الأخيرة أضعفت جبهات التطرّف والقاعدة وجبهة النصرة في العراق وسورية والمنطقة، كما أنها ستساهم في إيجاد حلول سياسية للأزمة في سورية”، ولافتًا إلى أن المخطط كان يهدف إلى تقسيم سورية والعراق إلى دويلات ودول أخرى لمصلحة “إسرائيل”.
وزار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ، أمس الأحد ، المملكة العربية السعودية لبحث عدد من المسائل والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وفي أول رد فعل إيراني على هذه الزيارة، استضافت قناة “خبر” الإيرانية، اثنين من كبار المحللين السياسيين الإيرانيين لبحث أهداف زيارة الصدر إلى المملكة، واعتبر المحلل السياسي المقرب من التيار الإصلاحي صباح زنكنه، أن “زيارة الصدر للسعودية مهمة للغاية في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة نتيجة التوترات الحاصلة”، معرباً عن أمله في أن تكون رحلة الصدر للسعودية حافلةً بالإنجازات، مضيفًا أن “الظروف ممهدة لكي تعفو السعودية عن عشرات المحكومين بالإعدام”.
ووصف الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، مصدق مصدق بور، زيارة الصدر للسعودية واستقباله من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بأنها ‘خطوة جرحت مشاعر المسلمين”، وقال مصدق إن “زيارة الصدر للسعودية واستقباله من قبل بن سلمان جرحت مشاعر المسلمين”، مستبعداً أن “يكون الصدر مفوضاً من قبل إيران للتوسط بينها والسعودية لحل التوترات بين البلدين”.