تنظيم "داعش يحرق 8 مدنيين عراقيين في بلدة الحويجة شمالي العراق

- ‎فيعربي ودولي

أحرق تنظيم “داعش” ، الخميس، 8 مدنيين عراقيين في بلدة الحويجة التابعة لمحافظة كركوك “شمال العراق”، فيما أعلنت القوات العراقية عن تحرير أحياء جديدة من سيطرة التنظيم في بلدة تلعفر “غرب الموصل”، في وقت أعلن سفير الاتحاد الأوروبي لدى بغداد باتريك سيمون خلال لقائه مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، عن دعم أوروبا لأي اتفاق بين الإقليم وبغداد، مشددًا على ان الاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم التسهيلات كافة بهذا الصدد.

وقال مصدر في شرطة محافظة كركوك إن عناصر تنظيم “داعش” نفذوا حكم الإعدام حرقاً بحق 8 أشخاص حاولوا الفرار من بلدة الحويجة التي يسيطر عليها التنظيم، مؤكداً أن التنظيم وضع المدنيين وبينهم امرأة وطفل في أقفاص حديدية قبل أن يضرم النار في أجسادهم التي سكب عليها مادة البنزين، وسيطر “داعش” على بلدة الحويجة بعد دخوله الموصل ومدن عراقية أخرى منتصف عام 2014، وسبق أن شهدت البلدة مقتل عشرات المدنيين بعمليات إعدام متفرقة نفذها التنظيم بحق الفارين من الحويجة باتجاه المناطق القريبة الآمنة.

وكشف القيادي في “التحالف الوطني” الحاكم في العراق، معين الكاظمي، أن تحرير الحويجة من سيطرة “داعش” أصبح ضرورة ملحة، مؤكداً خلال مقابلة متلفزة أن القوات العراقية ستتوجه نحو الحويجة بعد الانتهاء من تحرير تلعفر التي تحقق فيها تقدماً كبيراً، وقال قائد عمليات “قادمون يا تلعفر” الفريق الركن عبد الأمير يار الله في بيان مقتضب، إن القوات العراقية تمكنت من تحرير حي المعلمين في تلعفر ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه.

وأفاد قائد الشرطة الاتحادية، بأن مجمل العمليات العسكرية لقواته في اليوم الخامس لمعركة الموصل أسفرت عن مقتل ٥١ من مسلحي تنظيم داعش، وأوضح الفريق رائد شاكر جودت ، أن “قوات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تواصل تطهير الحافات الأخيرة في حي الوحدة من جيوب متشددين وقطعات من النخبة تتجحفل استعدادا لاقتحام حي الربيع ثالث أحياء غرب تلعفر”، وبشأن النتائج، قال جودت، “أسفرت عمليات اليوم الخامس عن قتل ٥١ مسلح و٣ قناصين وتفكيك ٦٧ عبوة ناسفة وتفجير ٣ عبوات ناسفة وتدمير ٢ عجلة مفخخة وتفكيك ١ دار مفخخ”، وأشار إلى “العثور على لغم مضاد للدبابات عدد ٩ و٢٧٢ قنبرة هاون ١٢٠ملم وصاروخ مدفع جهنم عدد١ وتدمير انفاق للعدو عدد ٧”.

ونشرت وكالة “cbsnews” الإخبارية، الخميس، تقريراً عن آخر إصدارات تنظيم “داعش” التي يقدمون فيها الأطفال كانتحاريين، جاء فيه أنّه “في مواجهة الهزيمة التي ما زالت مضمونة في آخر معاقلها في المناطق الحضرية، يبدو أن المتطرفين في تنظيم داعش يعتمدون بشكل أكبر على أصغر المجندين لتنفيذ الهجمات، وتقديم الدعاية لهم، لأول مرة، وضع تنظيم داعش طفل من أصل أميركي أمام الكاميرات باعتباره ناطق بلسان الجماعة الإرهابية”.

وأورد التقرير بأن “رسالته التي صاغها البالغون تعترف بتدهور شبكة الإرهاب في مساحة واسعة من الأراضي التي كانت تحتلها في سورية وشمال العراق”، محذرًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن “المعركة لن تنتهي في الرقة والموصل، بل بالأحرى في الأراضي الأميركية”، وتم إطلاق شريط فيديو داعش، على الإنترنت يوم الأربعاء الماضي، من قبل العملية الإعلامية التي تقوم بها الجماعة  المتطرفة في الرقة السورية، وجاء ذلك بعد يوم واحد من نشر الجماعة المتطرفة صور على الإنترنت لمفجر انتحاري مزعوم في العراق يبدو انه في سن المراهقة المبكرة.

وتراقب “CBS NEWS” قنوات دعاية داعش عبر الإنترنت، حيث قال المراقبون فيها، إن “استخدام المجموعة للجنود الأطفال ليس جديدا، فقد لاحظنا زيادة في ظهور الأطفال في أشرطة الفيديو والصور من ساحات القتال حول الرقة وغرب العراق في الأشهر الأخيرة”، ولا يمكن للقناة تأكيد الادعاءات الواردة في فيديو داعش، بما في ذلك إطلاق النار عليه في الرقة، ويقول والد الطفل، وهو عضو في الجيش الأميركي الذي قاتل في العراق، أن “الصبي الذي ظهر في الشريط جاء إلى سوريا مع والدته قبل عامين، عندما كان في الثامنة من عمره”، وردا على سؤال عن الفيديو يوم الأربعاء، بيّنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت أن “الحكومة الأميركية لا تستطيع تأكيد أن الولد مواطن أميركي”، وأضافت، أنه “بغض النظر عن ان الفيديو خدعة، فهو مثال آخر على كيف أن داعش موغل بالشر”.

ويظهر الصبي “الأميركي” في شريط الفيديو الذي صدر يوم الأربعاء تدريبه بالأسلحة وسط أنقاض المباني التي لحقت بها أضرار جسيمة، لكنه يظهر أيضا وهو يلعب مع شاب آخر يعرفه بأنه أفضل صديق له، وهو مسلم أيزيدي يقول إنه “اعلن إسلامه أثناء تحرير داعش لمدينة سنجار الحدودية”، وقد ألقي القبض على آلاف المراهقين والأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات في ساحة المعركة، والآن يحتجز الكثيرون في سجون العراق، ويشتبه في أنهم مقاتلو داعش.

ورجع العديد من الجنود الأطفال إلى ديارهم في مناطق غير مكتشفة، ومن المرجح أن يعودوا إلى أوروبا والأميركتين أيضا. وبينما انضم الآلاف من المجندين إلى داعش من أوروبا، يعتقد أن عددا أقل بكثير، في المئات المنخفضة، قد سافر من الولايات المتحدة، وكان المحلل السياسي الأميركي دغاتا ذكر في كتابه أطفال داعش، إن “أكثر أساليب داعش الخبيثة في الحرب قد تكون في زرع عقليتها الخطيرة في أذهان ضحاياها الصغار للمساعدة في ضمان أيديولوجيتها القاتلة على مدى أجيال، وزرع القنابل الموقوتة في جميع أنحاء المنطقة، والعالم”.

وأعلن سفير الاتحاد الأوربي لدى بغداد باتريك سيمون خلال لقائه مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، الخميس، عن دعم أوروبا لأي اتفاق بين الإقليم وبغداد، مشددًا على أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم التسهيلات كافة بهذا الصدد، وجاء في بيان لرئاسة الإقليم ، أن بارزاني استقبل في مصيف صلاح الدين في أربيل، اليوم الخميس، سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق باتريك سيمون والوفد المرافق له، وأشار إلى أن اللقاء شهد التباحث بشأن العملية السياسية في الإقليم ومسألة الاستفتاء، مبينا أن السفير الأوروبي اعلن عن تعاطفه مع حقوق ومطالب الشعب الكردستاني وان موقف الاتحاد الأوروبي هو مع استمرار الحوار بين أربيل وبغداد، وأضاف أن السفير الأوروبي تطرق لعدد من الآراء بشأن التعامل مع مسألة الاستفتاء، واعلن عن دعم الاتحاد الأوروبي لأي اتفاق بين الإقليم وبغداد، مشددا على ان الاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم التسهيلات كافة بهذا الصدد.

وأشار البيان إلى أن بارزاني من جهته جدد التأكيد على ان الاستفتاء مسألة اهم من كل المسائل والمشكلات الأخرى، لافتا الى انه بسبب التجارب العديدة وخرق مبدأ الشراكة والتوافق والدستور فان العلاقة بين الشعب الكردستاني وبغداد وصلت لطريق مسدود لأنه أصيب باليأس، وأن قرار الاستفتاء حق مشروع ولا يتعارض مع المبادئ الديمقراطية والإنسانية العصرية، مشددا على أن إجراء الاستفتاء في 25 أيلول المقبل امر محسوم.

وأعلنت رئاسة الإقليم في بيان لها ورد لشفق نيوز، ان بارزاني استقبل في صلاح الدين بالربيل اليوم الخميس، السفير الألماني الجديد لدى بغداد مريل جيان نون والوفد المرافق له، لافتا إلى أن الضيف الألماني اعلن عن دعم بلاده شعبا وحكومة لبقاء إقليم كردستان قويا، وأشار البيان إلى أن السفير الألماني أعلن كذلك أن إقليم كردستان قام بعمل مهم في الحرب ضد التطرّف وهو موضع اهتمام ألمانيا، وفضلًا عن الإشارة إلى أن ألمانيا على اطلاع التاريخ المأساوي للشعب الكردستاني اعرب عن قلق بلاده من توقيت إجراء الاستفتاء وأبلغ بارزاني بان ألمانيا تريد أن تستمر علاقاتها مع إقليم كردستان.

وشكر بارزاني الشعب والحكومة الألمانية لتعاونها مع قوات البيشمركة عسكريا، واصفا المساعدات التي قدمتها ألمانيا بالمؤثرة، وبشأن قرار إجراء الاستفتاء، أضاف البيان أن بارزاني اكد على أن هذا القرار ليس قرارا لشخص أو جهة بل انه حق وقرار كل أفراد ومواطني كردستان ويجب ألا يحرم الشعب الكردستاني من ممارسة هذا الحق، ومشددا على أن الاستفتاء سيجري في موعده المحدد، وأوضح بارزاني أن الشعب الكردستاني جرب خلال المائة عام الماضية جميع الطرق إلا أن الشراكة لم تنجح وان الحكومة العراقية هي من لم ترغب بالشراكة في أي وقت من الأوقات، لافتا إلى أن الشعب الكردستاني لا يستطيع بعد كل التضحيات التي قدمها أن يقبل بان يكون هامشيا وأن يعيد التجارب الفاشلة تلك، مؤكّدًا استمرار الإقليم في إجراء الحوار والطرق السلمية مع بغداد من اجل تحديد مستقبل العلاقات ومسألة الاستفتاء.