استمرارا لسياسة بيع المؤسسات العامة ونهب أثمانها، قامت جماعة الحوثيين، في إجراء أثار غضب كثير من المثقفين، بتحويل بيت الثقافة الواقع في قلب العاصمة إلى مطعم سياحي، وأبرمت عقد إيجار للمبنى مع أحد المستثمرين التابعين لها، والذي قام بدوره بتسديد قيمة الإيجار للجماعة الانقلابية، وشرع في إجراء تعديلات استثنائية على المبنى العريق، الذي كان المثقفون والطلاب يؤمونه طيلة السنوات الماضية، للاستفادة من مكتبته الشهيرة.
وقال المركز الإعلامي إن العشرات من المثقفين تجمعوا في محيط المبنى، وقاموا بترديد هتافات معادية للانقلابيين، ومنددة بالخطوة التي أقدموا عليها، وطالبوا بوقف تلك الإجراءات فورا، إلا أن عناصر مسلحة تابعة للميليشيات تصدت لهم واعتدت عليهم بالضرب وأرغمتهم على التفرق.
مظاهرة المثقفين
أضاف المركز أن المثقفين دعوا إلى اعتصام سلمي في الموقع، وعدم مغادرته إلا بعد وقف التعدي على الموقع، وأن عددا منهم قاموا بصياغة مذكرة لتقديمها إلى منظمة اليونيسكو، وطالبوها بالتدخل لوقف الخطوة التي أقدمت عليها الميليشيات، وضمان عدم إتلاف أو بيع الكتب القيمة التي تحتويها المكتبة.
ودأبت الجماعة الانقلابية خلال الفترة الماضية على بيع عدد من المرافق الاقتصادية والثقافية، آخرها المؤسسة الاقتصادية التابعة للجيش اليمني، بهدف الحصول على مصادر تمويل جديدة، لحل المشكلة الاقتصادية المتفاقمة التي تعانيها، بسبب تحويل مقر البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وهو ما تسبب في وقف كافة مصادر التمويل التي تعتمد عليها الجماعة الانقلابية لتمويل اعتداءاتها، وتلت تلك الأزمة في عجز الانقلابيين عن تسديد رواتب الموظفين والعسكريين لعدة أشهر.
محاربة العلم
قال الناشط السياسي في صنعاء، سالم الورداني، إن ما أقدمت عليه الميليشيات يعتبر جزءا من خطة تجفيف المؤسسات الثقافية والعلمية التي تقوم بها، ومحاربة العلم والثقافة، وأضاف في تصريحات إلى “الوطن”: “هذه الجماعة الانقلابية ليست لها علاقة بالعلم والمعرفة، وتعتمد على عناصرها الجاهلة لتنفيذ مخططها الذي يهدف إلى تدمير اليمن وتجفيفه من العناصر المستنيرة التي يمكن أن تواجههم أو تشكل خطرا على مشروعها التدميري، لذلك تسارع دوما إلى محاربة كل ما يتعلق بالعلم والثقافة، لكنا لن نسمح باستمرار اعتداءاتها على المؤسسات الثقافية، وسنتصدى لها بقوة، مهما كان حجم التضحيات”.